تقول وهي تلامس الشعر على ذراعي: “ذراعاك كذراعي آندي”، ويقشعر جسدي لدى سماعي لها تقول ذلك.
يخسر الأطفال فرصة الحصول على اللقاحات التي تنقذ الأرواح في المناطق المتأثرة بالنزاعات
يمكن لأي شخص يستطيع أن يرى التلفاز أو يستخدم الهاتف الذكي رؤية عدد لا نهائي من صور الدمار التي يتسبب فيها النزاع المسلح حول العالم. ونستطيع أن نرى تفاصيل الطرق التي تهدد فيها الحرب والعنف حياة الأطفال وتعطلها.
أناشدكم لنتأمل جميعا في هذه المحاولة التشاورية والتي لا أطرحها كحقيقة مطلقة وإنما كنظرة مستوحاة من أبحاثي الشخصية وتجاربي المهنية.
المقصود من هذه المشاورة هو أن نتعلم جميعا من تجاربنا، اعتبارا أن كل فرد، من مجتمعنا، له تجارب عديدة في تربية الأطفال، والتجربة هي في الواقع أعظم مدرسة في حياة الإنسانية.
قول الأستاذ علي الحديدي في مقدمة كتابه "في أدب الأطفال" إنّ "كتّاب القصّة ورواتها رسل لا تستغني عنهم الحضارة الإنسانية، فهم يصورون العالم ويخططون حدوده وأشكاله في ذهن أطفال اليوم ورجال المستقبل."
بدأ المصور الفوتوغرافي علي أركادي رحلته الخطرة إلى بغداد، العراق، في يوليو/تموز العام الماضي، بهدف واحد، وهو قضاء حوالي العام مع مجموعة من الأيتام في العراق، لرواية قصصهم على العالم بأكمله.
وفقد الكثير من الأطفال عائلاتهم إثر الأحداث الدموية في السنوات الماضية. وأراد أركادي تسليط الضوء على الأطفال الذين لم يتبقى إليهم أحد من الأقارب، والذين وصفهم بـ"الأطفال المنسيين."
في أثناء ذهابي إلى العمل اليوم، لم أستطع أن أمنع نفسي من ملاحظة الحالة المعتادة للمشهد. آباء وأمهات يسرعون لتوصيل أطفالهم إلى المدرسة قبل أن تُغلق البوابات. وتقترب حافلات صفراء تُقل تلاميذ أكبر سنًّا، يهبط معظمهم بحماس، وبعضهم على مضض، أدراجَ السلم حاملين حقائبهم المدرسية. وينطلق الركاب مسرعين إلى قطارات أنفاق نيويورك المزدحمة، ومنهم من يندفع في الشوارع المُكتظّة على الدراجات، أو في السيارات حيث يستمعون إلى أخبار الصباح.
كيف يتعامل طفل مع عبور البحر الخطير حين تهرب أسرته من الجمهورية العربية السورية بحثا عن حياة آمنة في أوروبا؟ بالنسبة لنوّار- ذو السبع سنوات، قامت مجموعة من الدببة القطبية الأليفة الخيالية، الطافية على الثلج، بحماية أسرته خلال سفرهم في قارب مكتظ عبر البحر من تركيا الى اليونان.
نوّار في السابعة من العمر، قطع رحلة شاقة بدءً من سوريا ثم تركيا وأخيرا وصل إلى ألمانيا. خلال عملية العبور، تخيل نوّار أنه كان محميا من قبل دببة قطبية أليفة.
يدفع الأطفال ثمناً باهظاً للحرب في بلادهم، وهو ثمن لا تتحمله فقط العائلات المنكوبة بأطفالها، بل ستكون سوريا بكاملها، دولة ومؤسسات ومجتمعاً، مجبرة بعد سنوات على "تجرّع" الخلل الذي أصاب المؤشرات الديمغرافية والصحية والتعليمية.
على بعد أمتار قليلة من مدرستهم في منطقة أشرفية صحنايا، جلس ستة أطفال على جزء من ركام بناء سكني هدم قبل عدة سنوات، "يسرقون" بعضاً من الوقت للهو واللعب، قبل أن تجبرهم صيحات أمهاتهم على العودة إلى منازلهم للدراسة.