طفلة عمرها 7 سنوات تكتب للأمم المتحدة

أربعاء, 06/22/2016 - 15:14 -- siteadmin

مرحبا،

اسمي زهرة وعمري سبع سنوات. أطلب من الأمم المتحدة أن تفتح الطريق، فأمي وأبي ليسوا بأمان. فقدنا حياتنا بأكملها، ونحن الآن عالقون على الحدود، أطلب من الشخص الذي يستلم هذه الرسالة أن يقرأها، فحياة أخي وأختي أيضا معرضة للخطر.

أنا، زهرة رزاي، أفغانية من غاواني، قرباغي

سهيلة امرأة لها عينان زرقاوتان تميلان للاخضرار، ويحيط بوجهها منديل بنفسجي زاهي اللون. تشرح سبب كتابة ابنتها زهرة لهذه الرسالة وهي مطأطأة الرأس: “لم يُسمح لي كامرأة في أفغانستان أن أذهب للمدرسة. زهرة هي الوحيدة في أسرتنا التي تستطيع أن تقرأ وتكتب.

ركضت زهرة وسلمتني مظروفا صغيرا – ورقة مطوية من النصف، ومثبتة بشريط لاصق من الجوانب. كما أن الجزء العلوي المطوي من المغلف كان مثبتا بشريط لاصق، حاولت فتح الرسالة وهي تنظر إلي بترقب، وابتسامة كبيرة تعلو وجهها.

تقول لي سهيلة: "نحن نعيش هنا، كأننا في سجن، أحاول أن أبقي أطفالي في الداخل معظم الوقت لحمايتهم من الشجار مع الأطفال الآخرين أو الإصابة بالمرض. وصلت أسرتنا هنا في الوقت الذي أغلقت فيه صربيا الحدود، ومنذ ذلك الوقت، ونحن نستيقظ كل يوم آملين أن يكون هذا هو اليوم الذي يسمحون لنا فيه بالسفر".

تتحدث سهيلة عن تابانفوتشيه، وهي بلدة صغيرة في شمال جمهورية مقدونيا اليوغسلافية سابقا، تبعد أقل من كيلومتر واحد عن الحدود مع صربيا. كان اللاجئون والمهاجرون القادمون من سوريا، والعراق، وأفغانستان يمرون من تابانفوتشيه في طريقهم من اليونان إلى صربيا وما بعدها، ولكن ما كان في الماضي مركزا للعبور تحول إلى مخيم لاجئين بحكم الأمر الواقع.

وزهرة هي واحدة من بين 500 طفل تقطعت بهم السبل في جمهورية مقدونيا اليوغسلافية سابقا، نتيجة لعدد من القيود العشوائية التي فرضت على الحدود، والتي أدت لإغلاق ما يعرف بطريق البلقان البري في 7 آذار. وكان الأفغان هم أول من منع من مواصلة رحلتهم، فهم عالقون في تابانفوتشيه منذ 7 أسابيع.

لم يكن لدي ما أقوله لزهرة وأمها عن فتح الحدود، فلقد سمعوا عن الصفقة التي تم التوصل إليها بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. حيث ستُرجع اليونان بعض الناس إلى تركيا مرة أخرى، وسيتمكن بعضهم من تقديم طلب لبرنامج الانتقال داخل دول الاتحاد الأوروبي. ولكن جمهورية مقدونيا اليوغسلافية سابقا، ليست جزءا من الاتحاد الأوروبي، وليس لها حدود مع تركيا، وبالتالي لن يراوح الأشخاص العالقين على حدودها مكانهم لبعض الوقت.

تقول سهيلة بصوت خافت: "لقد غادرنا بلادنا ليتمتع أولادنا بالأمان ويتعلموا. كان لدي عقدة دائما لأنني لا أعرف القراءة والكتابة، ولا أريد لأطفالي أن يكبروا بنفس العقدة".

أنظر إلى رسالة زهرة وأنا أكتب هذه المدونة، لقد أخرجتها من مظروفها عدة مرات محاولة أن أقرأ اللغة الأجنبية المكتوبة بخط رصاص. ولكنني لا أستطيع ذلك، إذا أنا أيضا لا أعرف القراءة، وأتساءل ما كان سيحصل لو لم يكن هناك مترجم معي. كنت على الأرجح سأنسى أمرها، فمن السهل علينا أن ننسى الأشياء التي لا نفهمها، أو حتى الأشخاص الذين لا نفهمهم.

عانى الأطفال كزهرة الكثير بسبب انعدام الأمن والمشقة التي شهدوها خلال سنين حياتهم القصيرة. وتوجب عليهم أن يكبروا أسرع من أي طفل آخر، ويتحملوا مسؤوليات ثقيلة تتجاوز سنين حياتهم الغضة. ويجب علينا أن نتحمل مسؤولية ضمان عدم إغفالهم أكثر من ذلك.

بقلم كلاوديا ليوتيه

المصدر: اليونيسف

 

Dislike
0