الأسرة: تعريفها، اهميتها، انواعها، وظائفها وخصائصها

يحتفل باليوم العالمي للأسرة في 15 ايار من كل عام في مقر الأمم المتحدة ومختلف أنحاء العالم ؛ ويهدف الاحتفال الى لاعتراف بأهمية الأسرة حول القضايا التي تؤثر فيها ، كونها الوحدة الأساسية الأكثر أهمية وحساسية في المجتمعات .

      كما أن الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، تولي منزلة خاصة للأسرة، فالمادة (18) تنص على أن  تبذل الدول الأطراف قصارى جهدها لضمان الاعتراف بالمبدأ القائل إن كلا الوالدين يتحملان مسؤوليات مشتركة عن تربية الطفل ونموه. وتقع على عاتق الوالدين أو الأوصياء القانونيين، حسب الحالة، المسؤولية الأولى عن تربية الطفل ونموه. وتكون مصالح الطفل الفضلى موضع اهتمامهم الأساسي .

          لذلك  تعتبر الأسرة الحَجرُ الأساسُ في تكوين المجتمع ونشأته، ويمكننا أن نمثل الأسرة في المجتمع بالخلية داخل الجسم، فهي تعتبر الوحدة الأساسية المكونة للمجتمع، وتماما كالخلية البيولوجية في الجسم فالأسرة لها بنيتها المركّبة الخاصة بها ولها وظائفها الخاصة بها، وحيث إننا نعيش في زمن تغيرت الأوضاع العادية للمجتمع، فقد عرفت الأسرة أيضا تغيرا كبيرا في بنيتها ووظائفها وأدوارها كمؤسسة اجتماعية؛ كانت منذ عهد قريب المؤسسة الاجتماعية الأكثر استقرارا وتماسكا. لعل من أكبر وأهم هذه التغيرات التي مست الأسرة تحولها من أسرة ممتدة تحوي بالإضافة للزوجين أقاربهما سواء الأصول والفروع إلى أسرة نووية مؤسسة أساسا من الزوجين وأبنائهما فقط.

تعريف الأسرة:

     الأُسرة لغةً: تُعرَّف الأسرة في اللغة على ثلاثة أوجه، فكلمة الأُسرة تعني أهل الرّجل وعشيرته، وهي هُنا تدل على أفراد الأسرة، كما تُعرَّف بأنها الدِّرع الحصينة، ومفهوم الأُسْرة يُطلق على الجماعة التي يربطها أَمْر مُشْترَك إذ توجد روابط تجمع أفراد الأسرة الواحدة، أما جمعها فهو أُسَر.(1)

الأسرة من منظور بعض العلماء :

     لا يوجد تعريف محدد ودقيق للأسرة إذ يختلف مفهومها تبعاً لتغيُّر وظائفها وأدوارها، لذا فيما يلي توضيح لمفهوم الأسرة من وجهة نظر بعض التربويين:

 بوجاردوس: يرى بوجاردوس أنّ الأسرة عبارة عن روابط عاطفية تجمع بين الوالدين وأطفالهما وهم جميعاً يعيشون في منزل واحد، أما الوظيفة الأساسية لها فتكون تربية الأطفال ليكونوا فاعلين بشكلٍ إيجابي في مجتمعاتهم.

وستر مارك: يرى وستر مارك أنّ الأسرة تتمثل في مجموعة من الأفراد يرتبطون معاً بروابط مادية ومعنوية ليُشكِّلوا أصغر وحدة اجتماعية في المجتمع.(2)

الأسرة من منظور سيكولوجيّ:

       تُعرَّف الأ سرة سيكولوجياً بأنّها علاقة بين رجلٍ وامرأة تبدأ بالزواج وإقامة علاقة جنسيّة بينهما، والتي يترتَّب عليها حقوق وواجبات لكلّ منهما على الآخر، وواجبات نحو أطفالهما كتنشئتهم تنشئة صحيحة وتوفير احتياجاتهم الماديّة والمعنويّة في جوّ يسوده الحبّ والمودَّة والرحمة والاحترام والهدوء.(2)

أهمية الأسرة في المجتمع:
           تكمن أهميّة الأسرة في المجتمع الحديث في ظل الضغوطات التي نعيشها في الوقت الحالي، أصبحت الحاجة مُلحّة للعيش ضمن أسرة صحيّة ومتماسكة، فمن أهم الفوائد للعيش ضمن الأسرة ما يأتي:

- تلبية الاحتياجات الأساسيّة: يقوم الشخص المسؤول عن الأسرة بتوفير الحاجات الأساسية كالماء والغذاء والمأوى لأفراد أسرته غير القادرين على توفيرها بأنفسهم بسبب صِغَر العُمر أو كِبَره، أو قد يكون بسبب الأمراض التي تمنعهم من إعالة أنفسهم.

- تلبية احتياجات الحب والانتماء: يُمكن اعتبار أنّ أهميّة تلبية احتياجات الحب والانتماء مساوية لأهمية توفير الحاجات الأساسية، والأسرة قادرة على تلبية هذه الحاجات خصوصاً عندما يسودها الحُب والسكينة.

- توفير المال: إذ إنّ كلّ شخص يقدر على العمل والحصول على دخل فإنّه يساعد أفراد أسرته في توفير المال لهم لتلبية متطلباتهم المختلفة.

- تحقيق السعادة والرضا: إنّ تبادل الأخبار المتنوعة بين أفراد الأسرة، إضافةً لممارستهم للأنشطة المختلفة، والاستمتاع بقضاء أوقات ممتعة معاً يُساعد على تحقيق السعادة والرضا لأفراد الأسرة.

- تشجيع الأهالي على العيش بنمط حياة صحي: وذلك للمحافظة على صحتهم كي يتمكنوا من التّمتع بالوقت مع أطفالهم وأحفادهم، ويعيشوا لحظات جميلة في رؤيتهم وهم يكبرون دون أن يمنعهم المرض من ذلك.

- حياة صحيّة أفضل للأطفال: إنّ العيش ضمن أسرة يوفّر الرعاية الصحيّة بجميع جوانبها للأطفال، فالآباء يشجعون أطفالهم على ممارسة الرياضة والابتعاد عن الطعام غير المفيد، كما يوفرون لهم العلاج الطبيّ عند الحاجة.

- زيادة عمر الآباء: توصّلت الأبحاث إلى أنّ الآباء الذين يعيشون في ظل أسرة صحية ومتماسكة تزيد مدة حياتهم. تقديم الدعم للأفراد: قد تبرز أهمية الأسرة كونها توفر استقراراً لأفرادها، كما توفر الدعم بجوانبه المختلفة؛ كالدعم المادي والمعنوي والعاطفي لجميع أفرادها.

- ملاحظة ظهور المشاكل عند أحد الأفراد وتقديم الدّعم: قد يتعرض أحد أفراد الأسرة لمشكلة ما ويُحاول حلّها بطرقٍ خاطئة، لكن عادةً ما يُلاحظ الأفراد الآخرون في الأسرة أنّ أحد أفرادها يتعرض لمشكلة ما لذا يُحاولون مساعدته على حلها بطرقٍ سليمة.

- الانخراط في المجتمع والمساهمة في تطويره: إنّ العيش ضمن أسر يُساعد على إعداد أفراد صالحين وقادرين على تطوير مُجتمعاتهم نحو الأفضل، من خلال التفاعل الإيجابي مع أفراد المجتمع الآخرين.(3)

أنواع هياكل الأسرة

           يوجد ستة أنواع للأسرة وهي ما يأتي:

- الأسرة النوويّة: تتكوّن الأسرة النوويّة من الأب والأم وأطفالهما، ويُمكن اعتبارها أسرة مثالية فهي مُفضّلة لدى الكثيرين؛ إذ إنّها توفّر فرصاً مناسبة لرعاية الأطفال، كما توفر الاحتياجات المختلفة لهم بسبب وجود والدَين يتساعدان مع بعضهما على توفير الدّخل(5)،لذا هي تتميز بالاستقرارالمالي، كما يتم فيها رعاية الأطفال في جوٍّ مستقر مع الاهتمام بكلّ من الصحة والتعليم والتفاعل والتواصل بين أفراد العائلة، لكنها في نفس الوقت قد تؤدي إلى التأثير على الروابط الاجتماعيّة بين الأقارب، إضافةً إلى تركيزها المُبالغ على الأطفال وإهمال أمور عائليّة أخرى.

- الأسرة ذات ولّي أمرٍ واحد: تتكوّن الأسرة ذات ولّي أمرٍ واحد من أحد الوالدين مع الأطفال وهذا يعني أنّ فرصة توفير الاحتياجات الأساسيّة والعاطفيّة للأطفال تكون أقل مقارنة مع الأسرة النوويّة، وعادةً يتم مساعدة هذه الأُسرة من قِبل الأقارب والأصدقاء،وفيها يتم التعاون بين أفراد الأسرة لإنجاز الواجبات المنزليّة، إذ إنّ هذا النوع من الأسر يتميز بقوّة العلاقات ومرونتها بين الأفراد، كما يتم اعتماد هذه الأسرة على مصدر دخل واحد بسبب وجود أحد الأبوين اللذين عادةً ما يجدان صعوبة في الموازنة بين العمل ورعاية الأطفال، لكن في المقابل فإنّ الأُسرة ذات ولّي أمرٍ واحد تُعاني من عدم إشباع حاجات الأمومة والأبوّة للوالدين وللأطفال بسبب استقرارهم عند أحد الوالدين.

- الأسرة المُمتدَّة: تتكوّن الأسرة المُمتدّة من كلٍ من الوالدين والأطفال إضافةً لأفرادٍ آخرين مثل الأجداد أو الأعمام أو الخالات الذين يضطرّون للعيش في نفس المنزل بسبب عدم القدرة الماليّة على العيش في منزلٍ آخر، أو بسبب عدم قدرة الأجداد على رعاية أنفسهم،بينما تتم رعايتهم والاهتمام بهم في هذه الأُسرة، فهي تتميز بالدعم الاجتماعي، إضافةً للتعاون بين جميع أفرادها في رعاية الأطفال والقيام بالأعمال المنزليّة، لكنها قد تُعاني من المشاكل الماليّة بسبب إعالة الوالدين للعديد من الأفراد، إضافةً لانعدام الخصوصيّة والاستقلاليّة في المعيشة ضمن عدد كبير من الأفراد(5).

- الأسرة الخالية من الأطفال: تتكون الأسرة الخالية من الأطفال من الأب والأم فقط، بسبب عدم إنجابهما للأطفال إمّا بسبب مرضٍ ما أو بسبب اتخاذ قرارهما بعدم الإنجاب، وعادةً ما يلجأ الزوجان إلى تكوين علاقاتٍ وثيقة بأبناء الأخوة والأخوات، أو لتربية حيوان أليف في منزلهم، كما تتميز هذه الأسرة بالاستقرار المالي وتوّفر النقود، والاستقلالية والحرية للزوجين في القيام بالعديد من النشاطات؛ كالسفر معاً وإمضاء أوقاتٍ ممتعة، لكن مع مرور الوقت قد يشعر الزوجان بالوِحدة، أو أحياناً قد يصابا بحالة نفسيّة سيّئة إذا كان العُقم هو السبب في عدم وجود الأطفال.(5)

- الأسرة البديلة: تتشكّل الأسرة البديلة بعد حدوث طلاق بين الزوجين وزواج أحدهما من جديد وتأسيسه أسرة جديدة تتكوّن من الزوج وأطفاله وزوجة جديدة، أو من الزوجة وأطفالها مع زوج جديد، وهي بهذا تشبه العائلة النوويّة إذ إنّها مكوّنة من زوج وزوجة وأطفال لكنّ الأطفال من أحد الزوجين من زواج سابق، وهذ النوع من الأسر قد يواجه مشاكل في التكيُّف مع الوضع الجديد في بداية الزواج(4)، ثمّ بعد التأقلم يحصل الأطفال على رعاية من الوالدين ويتم تأسيس علاقات عائلية بين الأشقاء الجُدد والأباء والأمهات، لكن مع ذلك تبقى الأسرة البديلة تعاني من صعوبة في ضبط الأطفال ورعايتهم.(5)

- أسرة الأجداد:  تتكوّن أسرة الأجداد من الأجداد وأحفادهم، إذ قد يلجأ الأحفاد للعيش مع أجدادهم لعدّة أسباب مثل وفاة الوالدين، أو هجرتهما، وفيها يتم توفير مكان جيد للأطفال للعيش فيه بدلاً من اللجوء إلى دور الحضانة، وفي هذا النوع من الأُسر تكون العلاقات بين الأجداد والأحفاد قوية، لكن ينبغي على الأجداد توفير المال اللازم لتلبية احتياجيات الأحفاد،[لذا قد تواجه هذه الأسرة مشاكل مالية إضافةً إلى اضطرار الأجداد للعمل بدوامٍ كاملٍ مما يسبب حدوث المشاكل الصحيّة لديهم والتي بدورها تؤثر في رعايتهم الأحفاد.

وظائف الأسرة يوجد العديد من الوظائف للأسرة وهي: (6) (2)

- الوظيفة البيولوجيّة: تتمثل في الحفاظ على استمرارية الحياة من خلال التكاثر والحفاظ على النوع الإنساني من الفناء، ويتم ذلك من خلال الزواج المشروع.

- الوظيفة الاجتماعيّة: تتمثل في تنشئة الأطفال تنشئة اجتماعيّة سليمة، وإكسابهم المهارات والخبرات التي تؤهلهم للعيش والتفاعل في المجتمع والسعي لتطويره. (6)

- الوظيفة الاقتصاديّة: أثرت التنمية الاقتصادية على طبيعة الحياة الأسرّية، ونتيجة لهذه التطوّرات زاد استهلاك الأُسر عما سبق، لذلك أصبح الأفراد يضطرون للعمل خارج مُحيط منزلهم للعمل على تلبية هذه الاحتياجات المُتزايدة.

- الوظيفة الحضاريّة: تتمثل في إعداد أجيال صالحة وقادرة على التفاعل بشكلٍ إيجابي في مجتمعاتهم وممارسة سلوكات تتوافق مع طبيعة المجتمع الحضارية.

- الوظيفة العاطفيّة: تتمثل في تقوية الروابط العاطفية بين أفراد الأسرة الواحدة.(6)

- الوظيفة النفسيّة: تتمثل في تلبية الحاجات النفسية للفرد؛ مثل حاجة الانتماء والحب وتقدير الذات فهي لا تقل أهمية عن الحاجات الأساسية.

- وظيفة المَكَانة: إنّ مكانة الأسرة تُحدّد المكانة الاجتماعيّة لأفرادها.(6)

- وظيفة الحماية: تُوفّر الأسرة الحماية لجميع أفرادها؛ سواءً الحماية الاقتصادية، أو الجسمية، أو النفسية، إذ إنّ توفير الحماية تكون مسؤولية الوالدين في صِغر الأبناء، ثمّ تنتقل هذه المسؤولية إلى الأبناء عند كِبَر الوالدين.(2

- الوظيفة الدينيّة: للأسرة الدور الأساسي في إكساب أفرادها القيم الدينيّة وتعليمهم كيفية أداء العبادات. (2)

- الوظيفة الترفيهيّة: من خلال قضاء أوقات ممتعة معاً كإقامة حفلات أعياد الميلاد، أو التنزه معاً.

- الوظيفة الإحصائيّة: يُمكن الاعتماد على الأسرة كوحدة مهمة عند القيام بجمع البيانات الإحصائية لتتم الاستفادة منها في المشاريع الاستثمارية.

نمط الأسرة

      لتكوين أسرة مرنة ينبغي توفر الثبات في الأسرة إضافةً إلى توفر الأمور التالية (7):

- تماسك الأسرة: وهو يعني مدى ترابط الأسرة معنوياً وعاطفياً معاً، ومدى اعتماد أفرادها على بعضهم.

- مرونة العائلة: وتُشير إلى مدى قدرة الأسرة على اتباع أنماط مختلفة عن أنماطها المُعتادة عند حدوث أمر ما.

- التواصل العائلي: ويُشير إلى مدى تفاعل أفراد العائلة مع بعضهم وقدرتهم على التعبير عن مشاعرهم بوضوح وصراحة تجاه بعضهم. المعاني العائليّة: وهي تُشير إلى الاهتمام بتحديد هويّة العائلة، وقدرتها على تجاوز التحدّيات، وكيف تكون نظرتها تجاه العالم من حولها.

خصائص الأسرة

تتميّز كلّ أسرة عن غيرها من الأُسر وتختلف عنها، إلّا أنّ هناك مجموعة من الخصائص التي تشترك بها جميع الأُسر داخل المجتمع الواحد (2) ومنها:

- الزواج: تقوم الأسرة على أساس الزواج وهو مصطلح أقرّه المجتمع، إذ إنّ الأسرة بنشأتها وتطوّرها وكل ما يتعلّق بها قائمة على مصطلحات المجتمع وليس على مصطلحات فردية. تعتبر الأسرة الأساس الذي يؤثر في أخلاق أفرادها وكيفية نشأتهم، إذ إنّ صفات الأشخاص وسلوكياتهم وأخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم جميعها تتشكّل بما يتوافق مع خصائص الأسرة التي ينتمون إليها. يُمكن اعتبار الأسرة كنظام وهذا النظام الأُسري يتفاعل مع الأنظمة الاجتماعيّة الأخرى فيتأثر ويؤثر بها.

- تعد الأسرة وحدة اقتصاديّة: فمنذ القِدم كان أفراد الأسر يستهلكون ما يتم إنتاجه في مزارعهم ومن تربية المواشي ضمن إطار منازلهم، ومع التطوّرات في المجتمع توسّعت وظائفها الاقتصاديّة وأصبح الأفراد يعملون خارج إطار منازلهم ليساهموا في التطوّر الاقتصاديّ، كما أصبح للمرأة دور في التطوّر الاقتصاديّ من خلال عملها خارج منزلها.

- تعتبر الأسرة وحدة إحصائية: فعند القيام بمشاريع استثمارية مثل المشاريع المعمارية يتم الاعتماد على البيانات الإحصائية والتي تعتبر كل أسرة أساساً فيها من أجل حساب عدد سكان منطقة ما، أو مستوى المعيشة مثلاً. تعتبر الأسرة هي المصطلح الذي قدّمه المجتمع من أجل تحقيق غرائز الإنسان ودوافعه الطبيعيّة والاجتماعيّة من أجل استمرار الحياة.

      وحيث أن الأسرة هي من تحمل على عاتقها تكوين السلوكيات الحميدة وغرس القيم الحسنة عند الطفل وكذلك تكوين شخصية الأبناء وصقل مهاراتهم وضبط انفعالاتهم وتنمية مواهبهم وتطويع طاقاتهم، ليخرجوا إلى المجتمع مسلحين بقيم وكفاءات تأهلهم ليكونوا فاعلين إيجابيين في مجتمعاتهم، لا مجرد تابعين وأدوات في يد غيرهم. فبفعل انشغال الوالدين عن القيام بمهمة  التربية صار الأبناء أكثر عرضة للضياع والانحراف والجنوح، بحكم تداخل السلطات والمسؤوليات داخل البيت.كما أن النمط الاستهلاكي الحديث والغارق في التركيز على الكماليات نسف اجتماع الأسر داخل عائلة واحدة تتعاون وتتكامل على تأدية واجباتها لتحل مكانها أسرة نووية صغيرة .

    فالوالدان اليوم يواجهان تحديات كبيرة ومسؤوليات جمة في القدرة على تربية أطفال واعين وسليمين نفسيا ،وذهنيا ،وطموحيين، وساعين الى خلق قيمة مضافة ، وذلك في خضم مجتمع تكثر فيه الأنانية والآستغلالية وحب المظاهر وعشق السطحيات ، يدفعنا هذا الواقع إلى التساؤل عن مستقبل الأسر في جميع المجتمعات متأملين إلى أن تنجح الأسر في تجاوز تحديات العصر الحالي .

بقلم امال وهبي

منسقة ملف الثقافة والاعلام  في المجلس الاعلى للطفولة

المراجع

(1)"تعريف ومعنى الأسرة في قاموس المعجم الوسيط"، www.almaany.com،

 (2)"الأسرة أدوار ووظائف، thesis.univ-biskra.dz

 (3) ↑ Patricia Oelze (2011-2019 

"What Is The Importance Of Family In Modern Society?"،

 www.betterhelp.com, Retrieved 22-11-2019. Edited ^ أ

(4)  "Types of Family Structures" Michelle Blessing,

 (4family.lovetoknow.com,

 (5) Patricia Oelze (13-12-2018), "There Are 6 Different Family Types And Each One Has A Unique Family Dynamic"، www.betterhelp.com, Retrieved 21-11-2019. Edited. ↑ أ

(6)أسماء صابر إبراهيم، "الأسرة ودورها في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل وانعكاسها على التفاعل الاجتماعي"، jssa.journals.ekb.eg. بتصرّف.

7Jade Enrique, Heather Howk, William Huitt (2007), Educational Psychology Interactive, Page 3 ،4، 8، 9. Edite