كيف يمكن للعائلة تقديم الدعم النفسي للطفل المصاب السرطان؟

جمعة, 02/23/2024 - 14:06 -- siteadmin

يدخل الطفل لدى تشخيصه بمرض السرطان حالة من الصدمة والخوف والغضب والحزن والقلق والتوتر، فإلى جانب الخطر الذي يهدد حياته، تطرأ تغييرات كثيرة على روتينه اليومي، فيُلزم بزيارة الطبيب بشكل دوري والخضوع لجلسات العلاج وتغيير نمط حياته. ولا تقتصر آثار إصابة الطفل بالسرطان على المريض وحده، بل تمتد لتشمل كامل الأسرة.

ويعدّ الجانب النفسي شديد الأهمية في مقاومة المرض طوال فترة العلاج، ما يلقي على الوالدين عبئا إضافيا في تقديم الرعاية الصحية اللازمة لطفلهما.

الدعم المعنوي أولاً

تقول المعالجة النفسية أيلا عبود للجزيرة نت، إن إصابة الطفل بالسرطان "تؤثر على نفسيته ومعنوياته بشكل كبير، لذلك من الضروري على الأهل تقديم الدعم المعنوي لطفلهما المصاب ليستعيد حياته الطبيعية".

وتضيف، "يقتضي على الطبيب أن ينقل الخبر إلى الطفل مستخدما التعابير الصحيحة بوجود أهله، فهذا الأمر يخفف من وقع الصدمة عليه كثيرا".

كما تشدد المعالجة النفسية على ضرورة حرص الأهل على مساعدة الطفل ليحظى بحياة جميلة في مرحلة العلاج وبعدها، "وعليهم الانتباه إلى أن الطفل في هذه المرحلة يحتاج إلى الثبات في حياته والهدوء، وألا تعم الفوضى حياته بسبب ظرف المرض".

كيف تتعامل مع الطفل المصاب؟

وتؤكد عبود أن "على الأهل عدم الاستسلام للحزن وعدم إظهاره للطفل، وضرورة تعلم تقنيات الاسترخاء وإيجاد مصدر القوة في الإيمان والثقة بالله واللجوء إليه".

وتقدم أهم النصائح التي يجب على الوالدين اتباعها حول كيفية التعامل مع الطفل المصاب:

تجنب استخدام العاطفة المبالغ فيها، كالبكاء والصراخ. فشعور الأهل بالحزن واليأس ينعكس على الطفل، فيشعر بالحزن واليأس، فتنتقل الطاقة السلبية له.

تخصيص الوقت للتحدث مع الطفل حول مشاعره ومخاوفه.

الإجابة عن كل أسئلة الطفل بصراحة ودون زيادة مخاوفه وقلقه.

يجب أن يكون الأهل إيجابيين، فمثلاً يجب التأكيد للطفل بأنه يمكن علاج السرطان وأنه تتوفر علاجات جديدة تشفي منه لمنحه أملاً في الشفاء.

إظهار الكثير من الحب والتعاطف مع الطفل لمواجهة المواقف الصعبة التي يمر بها.

التحدث إلى أصدقاء الطفل ومدرسيه حول إصابته، فذلك قد يفتح له سبلا للتعبير عن مشاعره.

تقديم كافة المعلومات للطفل حول مرض السرطان، وسبل التعافي منه ليشعر بالأمل وفرصة النجاة.

رسم البسمة على وجهه لتجاوز الألم النفسي؛ فمثلاً يمكن إسعاد الطفل بأمور بسيطة كأن تشتري له شيئا يحبه، أو تقوم بتزيين غرفة المستشفى، أو تحضر له مهرجا يلهو معه والمرضى الآخرين.

من الضروري مشاركة الطفل في بعض الأنشطة أو ممارسة الرياضة الخفيفة المسموحة له، فلا يجب أن يشعر بالعزلة عن الآخرين. فالرياضة تمنحه الاسترخاء وتخلصه من الطاقة السلبية.

أن يحرص الأهل، بمساعدة المدرسة على المساهمة في متابعة الطفل لدراسته بطريقة استثنائية في المستشفى أو في البيت حتى لا يشعر بالعزلة.

أيا كانت المشكلات التي يمكن مواجهتها، من المهم المشاركة في حلقات حوار مع أشخاص مرّوا بالتجارب نفسها.

من الأعراض الجانبية المعروفة لدى مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيميائي هي تساقط الشعر، وهو أمر من الصعب أن يتقبله الطفل. من الممكن التبرع له بالشعر أو البحث عن أشخاص آخرين يمكنهم القيام بذلك، فهذا سيسعده كثيرا.

إذا كان لدى الطفل حلم بسيط، فعلى الوالدين محاولة تحقيقه له أو جزء منه، أو شيء يشبهه، مما يمنح الطفل السعادة.

مشاعر تظهر حاجتهم للدعم

واستعرض تقرير نشره موقع "ناشيونال لايبري أوف ميدسين"، التأثيرات النفسية التي تحدث للأطفال المصابين بمرض السرطان، والمشاعر التي تظهر حاجتهم إلى الدعم النفسي وكيفية التعامل معهم بالطريقة الصحيحة، وأهمها:

الشعور بالصدمة والحزن مع البكاء المتكرر.

تقلبات المزاج مثل الغضب الحاد والانزعاج المستمر.

تغييرات واضحة في السلوك.

الأرق والتوتر والرغبة بإيذاء الذات.

علاج اكتئاب الأطفال المرضى

وبحسب التقرير نفسه، من الشائع ظهور أعراض الاكتئاب عند الأطفال والمراهقين المصابين بالسرطان بين الحين والآخر. ورغم ذلك، تكون الأعراض في الاضطراب الاكتئابي أكثر حدّة وتستمر لفترة أطول وتؤثر على الوظائف اليومية.

ويعد العلاج السلوكي الإدراكي، أحد أكثر أنواع العلاج النفسي للاكتئاب فعاليةً. ويساعد المرضى في التعرف على الأفكار السلبية والسلوكية والتفاعل مع المواقف بطريقة أكثر إيجابية. وقد يركز العلاج النفسي كذلك على تطوير المهارات لحل المشاكل أو تحسين العلاقات أو السيطرة على التوتر.

وهناك استراتيجيات تكيف معينة مثل تقنيات الاسترخاء أو التأمل والعلاج بالفن والعلاج بالموسيقى والعلاج باللعب قد تساعد الأطفال والمراهقين في التعامل مع الاكتئاب.

ويتمثل العلاج النفسي في ظروف متنوعة، بما في ذلك العلاج الفردي أو الجماعي أو العائلي، فمن المهم رعاية الطفل المصاب بمرض السرطان من خلال محاولة إعادته إلى نمط روتين يومي يتضمن المشاركة بأنشطة اجتماعية وفنية وأنشطة منزلية منها الطهي وتنظيم المنزل وممارسة بعض الأنشطة البدنية سواء في الهواء الطلق أو في أماكن مفتوحة.

بقلم لاريسا معصراني

المصدر:  الجزيرة

https://aja.ws/k60lp0