إطلاق صندوق جديد للتصدي لأزمة التعليم العالمية

أربعاء, 06/01/2016 - 10:33 -- siteadmin

تطلق المنظمات العالمية والوطنية اليوم صندوقا جديدا لتحسين تنسيق الدعم وتشجيع الاستثمار في التعليم من أجل الأطفال والشباب المتأثرين بحالات الطوارئ الإنسانية والأزمات الممتدة.

يعيش اليوم طفل واحد من كل 4 أطفال ممن هم في سن المدرسة – أي حوالي نصف بليون طفل – في الدول المتأثرة بالأزمات. حيث خسر 75 مليون من هؤلاء الأطفال والشباب فرصة التعليم، أو لا يتلقون تعليما جيدا في المدارس، أو يتعرضون لخطر ترك المدرسة كليا.

"التعليم لا يمكن أن ينتظر" – هو صندوق للتعليم في حالات الطوارئ، تم الإعلان عنه خلال القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني في إسطنبول، وهو يهدف لتوصيل التعليم لأكثر من 13.6 مليون طفل وشاب يعيشون في أزمات، كالنزاعات، والكوارث الطبيعية وتفشي الأمراض، خلال السنوات الخمس القادمة، و75 مليون طفل وشاب بحاجة ماسة للتعليم بحلول 2030.

تتضمن الجهات التي ساهمت لغاية الآن في الصندوق مؤسسة دبي العطاء، والاتحاد الأوروبي، وهولندا، والنرويج، ووزارة المملكة المتحدة للتنمية الدولية، وحكومة الولايات المتحدة. 

تتعرض أنظمة التعليم في العالم للدمار بسبب النزاعات المسلحة العنيفة، والكوارث الطبيعية، وحالات الطوارئ الصحية، مما يحرم الأطفال من المهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات واقتصاديات قوية وآمنة عند وصولهم لسن البلوغ.

بالمعدل يتم تخصيص 2% من المساعدات الإنسانية لتمويل التعليم. وإضافة لذلك، لا يمكن بناء أنظمة تعليم قوية مجهزة للتعامل مع الأزمات الممتدة على أسس قصيرة المدى ونداءات لا يمكن التنبؤ بها. يستهدف صندوق "التعليم لا يمكن أن ينتظر"، والذي يهدف لتأمين حوالي 3.85 بليون دولار لفترة خمس سنوات، لسد الفجوة بين التدخلات الإنسانية المنفذة خلال الأزمات وجهود التنمية طويلة المدى التي تتبعها من خلال تمويل يمكن التنبؤ به.

وفي هذا الصدد يقول مدير الوكالة الأمريكية للإنماء الدولي، غايل سميث: "هناك حاجة ملحة لضمان عدم حرمان الأطفال الذين يضطرون للجوء من التعليم. يمهد صندوق "التعليم لا يمكن أن ينتظر" الطريق أمام تطوير الأدوات التي نحتاجها لتأمين التعليم، وإتاحة مصادر جديدة للتمويل".

أما جاستين غرينينغ ، وزيرة المملكة المتحدة للتنمية الدولية فتقول: "لا يذهب 37 مليون طفل اليوم يعانون من النزاعات والأزمات للمدرسة. فهناك جيل كامل من الشباب يخسر فرصة التعليم، ويُحرم من مستقبله، ومن القاعدة اللازمة لبناء مستقبل مسالم وآمن. لا يمكن لتعليم هذا الجيل أن ينتظر – وكذلك الأمر بالنسبة لدعمنا، فهو لا يجب أن ينتظر أيضا".

وتضيف: "تقود المملكة المتحدة الجهود للاستجابة لهذه التحديات العالمية، والمساعدة في دعم مبادرة "لا لضياع الجيل" مع اليونيسف وشركائها لتعليم أطفال اللاجئين السوريين، ولكن الأطفال السوريون هم فقط جزء من ملايين الأطفال المتأثرين في العالم. ولذا تدعم المملكة المتحدة مبادرة "التعليم لا يمكن أن ينتظر" بالتزامها بمبلغ 30 مليون باوند.

وتود المملكة المتحدة أن ترى المجتمع الدولي يرفع من مستوى جهوده ليتمكن من تأمين الدراسة لكل طفل لضمان مستقبل أكثر إشراقا لهم".

ويقول غوردون براون، المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعليم العالمي: "يجب أن نبدأ العمل على الفور بسبب العدد الكبير من الأطفال المتأثرين. فالدراسة تفوت هؤلاء الأطفال، وهذا الوضع يتحول إلى "أزمة عالمية كبيرة" ستخيم على العالم لأجيال".

وتقول جوليا جيلارد، رئيسية الشراكة العالمية للتعليم: "سيساعد الصندوق الجديد في إيجاد الصلة الهامة بين المساعدات الإنسانية والتنمية طويلة المدى لضمان عدم إغفال تعليم الأطفال". وتضيف: "تدعم الشراكة العالمية للتعليم صندوق "التعليم لا يمكن أن ينتظر"، وهي ملتزمة بإنجاح الصندوق، ليتمكن الأطفال من مواصلة الذهاب للمدرسة خلال أوقات النزاع، والطوارئ، والأزمات الممتدة".

 

 
وفي هذا الصدد تقول ليليان بلومين وزيرة التنمية والتجارة الخارجية في هولندا: "يحرم 75 مليون طفل اليوم من حقهم في التعليم بسبب الأزمات وحالات الطوارئ الإنسانية. والتعليم ضروري إن كنا نريد أن نؤمن مستقبلا لهؤلاء الأطفال. ولذا فإن إطلاق صندوق ’التعليم لا يمكن أن ينتظر‘ جاء في وقته تماما".      

أما السيد بورغه بريند، وزير الخارجية النرويجي: "هذه هي المبادرة المناسبة في الوقت المناسب. يجب علينا أن نرفع من مستوى جهودنا لتوصيل التعليم الجيد للأطفال والشباب في مناطق النزاع والأزمات. فنحن لا نستطيع تحمل تبعات حرمان ملايين الأطفال من التعليم على المستقبل". 

ويقول السيد آنتوني ليك، المدير التنفيذي لليونيسف: "لا يحتاج الأطفال للتعليم حتى في حالات الطوارئ، فهم يحتاجونه خاصة في حالة الطوارئ. فمن دون التعليم، كيف سيتمكنون من اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لتمهيد الطريق لمستقبلهم – ليكونوا قادرين في يوم من الأيام من المساهمة بأنفسهم في بناء مستقبل أكثر سلاما واستقرارا لمجتمعاتهم؟ وكيف لنا أن نأمل في تحقيق أهداف التنمية العالمية في مجال التعليم إن لم نركز على الأطفال العالقين في حالات الطوارئ الإنسانية – والذين يمثلون الآن أكثر من جميع الأطفال غير المنتظمين في المدارس اليوم؟"           

المصدر: اليونيسف