قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن ثلاثة أرباع الأطفال في جنوب آسيا يتعرضون لدرجات حرارة عالية للغاية، مقارنة بواحد فقط من كل ثلاثة أطفال على مستوى العالم، وحثت السلطات على بذل المزيد لحمايتهم.
وفي تحليل صدر الاثنين، تقدر اليونيسف أن 76 في المائة من الأطفال دون سن 18 في المنطقة – أي ما يعادل 460 مليون طفل - يتعرضون لدرجات حرارة عالية للغاية حيث تتجاوز درجات الحرارة الـ 35 درجة مئوية على مدى 83 يوما أو أكثر سنويا.
لقد كان شهر تموز / يوليو الشهر الأكثر احتراراً على مستوى العالم الذي تم تسجيله على الإطلاق، مما أثار المزيد من المخاوف بشأن مستقبل الأطفال، بمن فيهم أولئك الذين يعيشون في جنوب آسيا، حيث من المتوقع أن يواجهوا موجات حر متكررة وشديدة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تغير المناخ.
وقال سانجاي ويجيسكيرا، المدير الإقليمي لليونيسف لجنوب آسيا: "مع بلوغ الغليان العالمي، تُظهر البيانات بوضوح أن حياة ورفاه ملايين الأطفال في جميع أنحاء جنوب آسيا مهددة بشكل متزايد بموجات الحر ودرجات الحرارة المرتفعة".
المدينة الأكثر احتراراً في العالم
وفقا لمؤشر اليونيسف للمخاطر المناخية للأطفال لعام 2021، فإن اليافعين في أفغانستان وبنغلاديش والهند وجزر المالديف وباكستان معرضون لخطر شديد للغاية من آثار تغير المناخ.
وأعرب السيد ويجيسكيرا عن قلقه الخاص بشأن "الرضع والأطفال الصغار والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والنساء الحوامل لأنهم أكثر عرضة لضربات الشمس وغيرها من الآثار الخطيرة".
في أجزاء من إقليم السند بجنوب باكستان، بما في ذلك جاكوب آباد، المدينة الأكثر احترارا في العالم لعام 2022 ، وصلت درجات الحرارة إلى الأربعينيات خلال شهر حزيران / يونيو، مما عرّض 1.8 مليون شخص لمخاطر صحية شديدة على المديين القصير والطويل.
وأتت درجات الحرارة الحارقة هذه بعد أقل من عام من الفيضانات المدمرة التي غمرت معظم أجزاء جنوب السند في آب /أغسطس الماضي.
مخاطر تهدد الحياة
بما أن الأطفال لا يستطيعون التكيف بسرعة مع التغيرات في درجات الحرارة، فإنهم غير قادرين على إزالة الحرارة الزائدة من أجسامهم، مما قد يفاقم وضعهم حتى في موسم الأمطار.
يمكن أن يسبب ذلك أعراضاً وأمراضاً مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم، وسرعة ضربات القلب، والتشنجات، والصداع الشديد، والارتباك، وفشل الأعضاء، والجفاف، والإغماء، والغيبوبة عند الأطفال الصغار؛ ضعف النمو العقلي عند الرضع، ونكسات في النمو مثل الخلل الوظيفي العصبي وأمراض القلب والأوعية الدموية.
كما تواجه النساء الحوامل مخاطر عديدة، بما فيها الانقباضات المبكرة، وارتفاع ضغط الدم، والنوبات، والولادات المبكرة، والإملاص.
بالنسبة للأطفال الصغار، يمكن أن تساعد أكياس الثلج أو المراوح أو رذاذ الماء في خفض درجة حرارة أجسامهم، بينما يمكن أن يساعد الغمر بالماء البارد الأطفال الأكبر سنا.
في نهاية المطاف، الأطفال والمراهقون والنساء الأكثر ضعفاً هم من يدفعون الثمن الأبهظ لظواهر الطقس المتطرفة.
وفي هذا السياق، قال السيد ويجيسكيرا: "الأطفال الصغار ببساطة لا يستطيعون تحمل الحر. ما لم نتحرك الآن، سيستمر هؤلاء الأطفال في تحمل وطأة موجات الحر الأكثر تواتراً وشدة في السنوات القادمة، من دون أي ذنب".
كيفية التغلب على الحرارة
أثناء ارتفاع درجات الحرارة، تحث اليونيسف العاملين في الخطوط الأمامية والآباء والأسر ومقدمي الرعاية والسلطات المحلية على حماية الأطفال و"التغلب على الحرارة" من خلال اتباع الخطوات التالية:
الحذر والحماية من الإجهاد الحراري. اتخاذ التدابير الوقائية والتعرف على الإجهاد الحراري ومعرفة الإجراءات التي يجب اتخاذها؛
تحديد الأعراض بسهولة. التعرف على أعراض الأمراض المختلفة المرتبطة بالحرارة المرتفعة التي يحتاج مقدمو الرعاية والمجتمعات والعاملين في الخطوط الأمامية إلى معرفتها؛
التصرف فوراً للحماية. تعلم إجراءات الإسعافات الأولية التي يحتاج مقدمو الرعاية والعاملين في الخطوط الأمامية إلى اتخاذها لإعادة توازن حرارة الجسم على المدى القصير؛ و
الذهاب إلى المنشآت الصحية. يجب على العاملين في الخطوط الأمامية والعائلات ومقدمي الرعاية التعرف على أعراض الإجهاد الحراري على الفور، وخاصة علامات ضربة الشمس، والمساعدة في نقل الأشخاص المتضررين إلى المرافق الصحية.
المصدر: اخبار الامم المتحدة
https://news.un.org/ar/story/2023/08/1122597