اليونيسف تدعو لاتخاذ إجراءات أوسع نطاقا لحماية الأطفال من مخاطر تغير المناخ وخاصة تهديد الفيضانات على حياتهم

أربعاء, 11/09/2022 - 00:03 -- siteadmin

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن أكثر من 27 مليون طفل معرّضون للخطر بسبب الفيضانات المدمرة التي سجّلت أرقاما قياسية في جميع أنحاء العالم. وأشارت إلى أن عدد الأطفال المتضررين من الفيضانات في تشاد وغامبيا وباكستان وشمال شرق بنغلاديش هو الأعلى منذ أكثر من ثلاثة عقود.

يأتي تحذير اليونيسف مع انطلاق مؤتمر الأطراف المعني بالمناخ COP27 في مصر. وقالت الوكالة الأممية إن الغالبية العظمى من الـ 27.7 مليون طفل الذين تأثروا بالفيضانات في عام 2022 هم من بين أكثر الفئات ضعفا ومعرّضون بشدة لخطر العديد من التهديدات بما في ذلك الوفاة عن طريق الغرق، وتفشي الأمراض، والنقص في مياه الشرب المأمومة، وسوء التغذية، وتعطّل التعليم والعنف.

وقالت بالوما إسكوديرو، رئيسة وفد اليونيسف في COP27: "نشهد مستويات غير مسبوقة من الفيضانات في جميع أنحاء العالم هذا العام، ويرافقها اندلاع في التهديدات ضد الأطفال."

وأضافت أن أزمة المناخ موجودة، وفي كثير من المواقع جاءت الفيضانات لتكون أسوأ مما كانت عليه منذ جيل، أو حتى أجيال. "أطفالنا يعانون بالفعل على نطاق لم يعانيه آباؤهم من قبل."

فقد أدت الفيضانات الأخيرة في باكستان إلى إتلاف أو تدمير ما يقرب من 27,000 مبنى مدرسي مما أجبر مليوني طفل على تفويت المدرسة.

وفي جنوب السودان، تأثر 95 موقعا من مواقع التغذية التي تدعمها اليونيسف بالفيضانات، مما عرقل تقديم الخدمات المنقذة للحياة وخدمات الوقاية من سوء التغذية لنحو 92,000 طفل.

ونزح ما يُقدّر بنحو 840,000 طفل بسبب الفيضانات في نيجيريا في الأشهر الأخيرة.

أما في اليمن، فقد تسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات في اليمن بحدوث فيضانات مما ألحق أضرارا جسيمة بالمخيمات في مواقع النزوح. وتأثرت 73,854 أسرة، ونزحت 24,000 عائلة.

آثار ما بعد الفيضانات

غالبا ما تكون عواقب الفيضانات أكثر فتكا بالأطفال من الظواهر الجوية الشديدة التي تسببت في الفيضانات

ففي عام 2022، ساهمت الفيضانات في زيادة انتشار الأمراض التي تفتك بالأطفال، مثل سوء التغذية والملاريا والكوليرا والإسهال:

في باكستان، عانى أكثر من طفل واحد من بين كل تسعة أطفال دون سن الخامسة، تم إدخالهم إلى المرافق الصحية في المناطق المتضررة من الفيضانات في السند وبلوشستان، من سوء التغذية الحاد الوخيم.

في تشاد، تم تدمير 465,030 هكتارا من الأراضي الزراعية، مما أدى إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي المتردية بالفعل.

في ملاوي، أحدثت الأمطار الغزيرة الناجمة عن العاصفة الاستوائية آنا في كانون الثاني/يناير 2022 أضرارا جسيمة في شبكات المياه والصرف الصحي مما خلق الظروف المثالية لتفشي الكوليرا.

وأودى تفشي المرض بحياة 203 أشخاص، 28 منهم من الأطفال. حتى الآن، أصيب 1,631 طفلا بالكوليرا.

إلى جانب الصدمات المناخية والصراعات الأخرى، تسببت الفيضانات في أن يتجاوز العدد المتوقع للأطفال في جنوب السودان الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي المعدلات التي شوهدت خلال النزاع في عامي 2013 و2016. وقد حذرت الأمم المتحدة مؤخرا من أن بعض المجتمعات من المحتمل أن تواجه المجاعة إذا لم تستمر المساعدة الإنسانية ولم يتم توسيع تدابير التكيّف مع المناخ.

"طفح الكيل"

بالإضافة إلى الضغط على الحكومات والشركات الكبرى لخفض الانبعاثات بسرعة، تحث اليونيسف القادة على اتخاذ إجراءات فورية لحماية الأطفال من الدمار المناخي من خلال تكييف الخدمات الاجتماعية الهامة التي يعتمدون عليها، مثل إنشاء شبكات مياه وصحة وتعليم تتصدى للفيضانات والجفاف.

وتابعت بالوما إسكوديرو تقول: "يوفر مؤتمر COP27 فرصة لرسم خارطة طريق ذات مصداقية مع معالم واضحة لتمويل التكيّف مع المناخ والحلول للخسائر والأضرار."

وأضافت أن الشباب في الأماكن الأكثر تضررا على وجه الأرض يغرقون بسبب التراخي المناخي: "طفح الكيل. الأرواح على المحك والأطفال بحاجة إلى العمل الآن."

يشار إلى أنه في العام الماضي، وافقت البلدان المتقدمة على مضاعفة دعم التكيّف إلى 40 مليار دولار سنويا بحلول عام 2025. وتدعو اليونيسف البلدان في المؤتمر المنعقد في شرم الشيخ، إلى تقديم خارطة طريق ذات مصداقية مع معالم واضحة حول كيفية تسليم ذلك، كخطوة لتقديم 300 مليار دولار على الأقل سنويا للتكيّف بحلول عام 2030. ويجب أن يتم ضخ ما لا يقل عن نصف التمويل المتعلق بالمناخ نحو التكيّف.

دعوة إلى إيجاد الحلول

وتحث اليونيسف الأطراف على إيجاد حلول لدعم أولئك الذين سيواجهون الخسائر والأضرار المناخية بما يتجاوز حدود ما يمكن للمجتمعات التكيّف معه. وتدعو اليونيسف الحكومات إلى سد فجوة التمويل لمعالجة هذه التغييرات التي لا رجعة فيها بالنسبة للأطفال.

وفي مؤتمر المناخ، تدعو اليونيسف الأطراف إلى:

المنع. إعادة النظر في خططها المناخية الوطنية لخفض الانبعاثات بشكل كبير وعاجل لمنع حدوث كارثة مناخية.

الحماية. تأمين إجراءات واضحة للتكيّف تحمي كل طفل من الآثار المتسارعة لتغيّر المناخ من خلال التقييم العالمي والهدف العالمي للتكيّف.

الإعداد. النهوض بالتعليم في مجال تغيّر المناخ والمشاركة الهادفة لإعداد الأطفال والشباب من خلال خطة "العمل من أجل التمكين المناخي."

إعطاء الأولوية للأطفال والشباب من خلال تسريع الاستثمار في تمويل المناخ في الخدمات الاجتماعية المقاوِمة للمناخ والتي تصل إلى الأطفال الأكثر تعرّضا للخطر، وإطلاق العنان لإحراز تقدم بشأن الخسائر والأضرار.

الالتزام بالعمل المناخي المراعي للأطفال من خلال المواءمة مع إعلان الأطفال والشباب والعمل المناخي وتفعيله.

المصدر: اخبار الامم المتحدة

https://news.un.org/ar/story/2022/11/1115257