اليونيسف: الحرب تؤثر على حياة كل طفل في أوكرانيا

أربعاء, 06/15/2022 - 20:56 -- siteadmin

تسببت الحرب في أوكرانيا بتشريد ما يقرب من ثلثي الأطفال – سواء كانوا نازحين داخل البلاد أو فرّوا عبر الحدود كلاجئين. مديرة اليونيسف الإقليمية لأوروبا وآسيا الوسطى زارت أوكرانيا الأسبوع الماضي واطّلعت على أوضاع الأطفال هناك، وعلى الاستجابة الإنسانية الحرجة.

والتقت السيدة أفشان خان بالأطفال والعائلات المتضررة من الحرب، واجتمعت مع السلطات ومع زملائها في الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة.

وفي إحاطة للصحفيين في نيويورك يوم الثلاثاء، قالت السيدة أفشان خان: "لقد تمكنت من زيارة كييف وإربين وبوتشا وجيتومير ولفيف، وقدّم الوقت الذي أمضيته هناك رؤية واضحة حول التأثير الهائل الذي لا تزال الحرب في أوكرانيا تخلفه على الأطفال، داخل البلاد وخارجها."

بحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، قُتل 227 طفلا، وأصيب 456 طفلا آخر بجراح، معظمهم بسبب المتفجرات في المناطق السكنية والحضرية.

وقالت المسؤولة في اليونيسف إن الأرقام مذهلة، وأجبِر أطفال على ترك منازلهم وأصدقائهم، وألعابهم ومقتنياتهم الثمينة وأفراد أسرهم، ويواجهون حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل.

ودعت إلى وقف استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان والهجمات على المرافق المدنية. وقالت: "إنها تقتل وتشوّه الأطفال، وتمنعهم من الشعور مرة أخرى بالحياة الطبيعية في بلداتهم ومدنهم ومنازلهم."

كما تحدثت عن وقوع 256 هجمة على مرافق الرعاية الصحية، كما تم تدمير أو إلحاق الضرر بواحدة من ست "مدارس آمنة" تدعمها اليونيسف، في شرقي البلاد.

وقالت: "نحن قلقون بشكل متزايد بشأن الحصول على المياه الصالحة للشرب مع انقطاع ما لا يقل عن 1.4 مليون شخص في الشرق عن الوصول إلى المياه الجارية."

أزمة حقوق طفل

وصفت المسؤولة الأممية الحرب في أوكرانيا بأنها "أزمة حقوق طفل" مشيرة إلى الدور المهم الذي تقوم به اليونيسف في أوكرانيا من خلال الاتفاقية التي تم التوصل إليها مؤخرا مع الحكومة لتمديد برنامج اليونيسف القطري حتى نهاية عام 2023، كجزء من إطار العمل الانتقالي للأمم المتحدة.

يشار إلى أن اليونيسف تعمل في أوكرانيا منذ عام 1997، وظلت هناك خلال تصعيد الصراع حيث قدمت الدعم والحماية لأرواح الأطفال والعائلات.

وقالت: "بعد أكثر من ثلاثة أشهر ونصف من الحرب، تقوم اليونيسف وشركاؤها بتقييم الاستجابة الإنسانية حتى الآن، وتوجيه الجهود في الفترة المقبلة إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها."

وحتى هذا التاريخ، وصلت اليونيسف إلى أكثر من مليوني شخص بالمستلزمات الصحية ومياه الشرب المأمونة.

وحصل أكثر من 600,000 طفل ومقدمي الرعاية لهم على الدعم النفسي والسيوكولوجي الاجتماعي، وشارك أكثر من 180,000 طفل في التعلّم الرسمي والمجتمعي.

لكن، على الرغم من الجهود المكثفة لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق، قالت المسؤولة في اليونيسف: "الاحتياجات بالغة وضخمة."

ولا تزال هناك تحديات كبيرة في المناطق الأكثر تضررا في جميع أنحاء البلاد.

وتابعت تقول: "في إربين، زرت مدرستين تضررتا بسبب القتال، مما يعرّض تعليم نحو ألفي طفل للخطر عندما يفتتح العام الدراسي الجديد في أيلول/سبتمبر."

وعلى الرغم من عدم توفر أرقام مؤكدة تشير إلى العدد الدقيق للمدارس المتضررة في البلاد، فمن المرجّح أن يكون الرقم بالآلاف، بحسب السيدة أفشان خان.

وقالت: "يعتبر إصلاح المدارس من أولويات اليونيسف والحكومة حتى يتمكن الأطفال من العودة إلى التعلّم الآمن .. في أيلول/سبتمبر."

وشددت على أنه في نهاية المطاف، "يحتاج الأطفال إلى السلام."

وتواصل اليونيسف الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا وحماية جميع الأطفال من الأذى.

"في كل يوم تستمر فيه هذه الحرب، يزداد التأثير المدمر طويل الأمد على الأطفال في أوكرانيا وفي المنطقة، وفي جميع أنحاء العالم."

رؤية الخوف في عيون الأهالي

ردّا على أسئلة الصحفيين، قالت المسؤولة الأممية إن أقل من 25 في المائة من المدارس تعمل في أوكرانيا. وقبل القتال، كانت الجائحة تحدث اضطرابات في التعليم، "الآن مع قصف العديد من المدارس، والأعمال العدائية، أعتقد أننا نرى خوفا في عيون بعض الأهالي الذين يترددون في إرسال أبنائهم إلى المدرسة وفي الوقت نفسه، نعلم أن وجود الأطفال في بيئة تعليمية يسمح لنا بتحديد الأطفال الذين يحتاجون إلى الدعم وكيفية تقديم هذا الدعم لهم."

وحذرت من أن فقدان التعلم يمكن أن يؤثر على الأطفال لمدة أطول، وكلما طالت مدة بقائهم خارج المدرسة، كلما كانت عودتهم أصعب.

"بالنسبة لليافعين، الأمر صعب، فهم يدركون ما يحدث من حولهم وغالبا ما تركوا آباءهم وأشقاءهم، وهم يفهمون معنى الحرب."

وعبّرت خان عن خوفها من عدم القدرة على تقديم الدعم الكافي للتعافي على المدى المتوسط، "لأن الأعمال العدائية ستستمر، ونرى اليوم في الشرق نازحين داخليا بأعداد أكبر يتوجهون إلى وسط البلاد وغربها، مما يضع الكثير من الضغوطات على الخدمات الأساسية."

وردّا على سؤال بشأن مدى تأثير الحرب على الأطفال، قالت المديرة الإقليمية لليونيسف: "تأثرت حياة كل طفل في أوكرانيا بهذه الحرب. إما أنهم فقدوا أحد أفراد الأسرة أو كانوا شاهدين على وقوع صدمات."

وتابعت تقول إنه بدون الدعم المناسب، "سيكون الأمر بمثابة كابوس متكرر (بالنسبة للأطفال) وأعتقد أنه عندما يتعلق الأمر بتأثير الحرب، سنرى (النتيجة) في عموم البلاد في الأشهر المقبلة."

الأطفال في سوريا واليمن ومناطق نزاعات أخرى

ردّا على سؤال بشأن أطفال مناطق النزاعات الأخرى مثل اليمن وسوريا وفلسطين وليبيا وغيرها من مناطق النزاعات، والفرق بين هذه الأزمات وأزمة أوكرانيا، قالت المسؤولة الأممية: "الطفل هو طفل، ولا يجب لأي طفل في أي وضع - سواء كان في اليمن أو سوريا أو غزة - أن يمرّ بما يمرّ به حاليا. نحتاج إلى إعادة النظر في كيفية دعم مستقبل أطفالنا - الجيل القادم من قادة هذا العالم."

وأشارت إلى أن الفرق بين هذه الأزمة وأزمات أخرى هو سرعة حدوثها.

وقالت: "من الواضح أن حياة الأطفال في سوريا تأثرت بشدة، ولكن استغرق الأمر أربعة أعوام للوصول إلى أربعة ملايين طفل تركوا سوريا وتوجهوا إلى الدول المجاورة. وداخل أوكرانيا حدث الأمر في أقل من أربعة أسابيع."

وأوضحت أن الملايين فرّوا في غضون تلك الأسابيع، "ربما يكون الأمر عائد إلى قدرة السكان على التنقل والمغادرة، ولكنني أعتقد أن التأثير على الأطفال خاصة أولئك الذين اقتُلعوا من منازلهم وأسرهم ومجتمعاتهم ومدارسهم أمر لا يمكن الاستهانة به."

المصدر: اخبار الامم المتحدة

https://news.un.org/ar/story/2022/06/1104712