تقرير أممي: خسارة تقدر بتريليون دولار قد تطال جيلا كاملا من طلاب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- والسبب كوفيد

أربعاء, 12/08/2021 - 18:06 -- siteadmin

يُظهر تقرير أممي جديد، صدر الثلاثاء، أن الاضطراب غير المسبوق الناجم عن جائحة "كوفيد-19" قد يؤدي إلى خسارة الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام إضافيّ من التعليم.

ويلفت التقرير المشترك الصادر عن اليونيسف واليونسكو والبنك الدولي، الانتباه إلى أن "الخسائر في التعلّم الناشئة عن جائحة "كوفيد-19" هي أعلى من المتوقع.

والتقرير الصادر بعنوان "خسائر التعلم نتيجة "كوفيد-19": إعادة بناء التعلّم الجيّد للجميع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، يتحدث عن ازدياد التفاوتات بين الأطفال والشباب، ومن ضمنها الفوارق الرقمية التي من شأنها أن تُلحق بالأطفال والشباب ضررا طويل الأمد. إذ لم يستفد حوالي 40 بالمائة من الأطفال- أي ما عدده 39 مليون طفل ويافع تقريبا - من التعلّم عن بعد خلال الجائحة بسبب الفقر الرقمي في المقام الأول.

كوفيد يعمق أزمات التعليم القائمة في الشرق الأوسط

ويوضح التقرير المشترك أن أزمة التعليم الناتجة عن جائحة "كوفيد-19" أتت لتضيف إلى أزمة التعلّم الموجودة أصلاً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث كان الطلاب معرضين لمخاطر نتائج التعلّم متدنية المستوى.

وفي هذا الصدد قالت كيكو ميوا، المديرة الإقليمية للتنمية البشرية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي: "لقد أدت جائحة "كوفيد-19" إلى تفاقم التحديات التي يواجهها أطفال المدارس في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما تسبب في خلق أزمة في ظلّ أزمة أخرى".

ويشير بيان مشترك، صادر عن الوكالات الأممية الثلاث، إلى أن "عدد الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة، ممن تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عاما، بلغ قبل الجائحة حوالي 15 مليون طفل". وعانى حوالي ثلثيّ الأطفال في جميع أنحاء المنطقة من عدم المقدرة على القراءة بكفاءة.

هذا بالإضافة إلى 10 ملايين طفل ممن كانوا عُرضة لخطر التسرُّب من المدرسة بسبب الفقر والتهميش الاجتماعي، وأيضاً بسبب النزوح والاضطراب الناجم عن النزاعات المسلحة المستمرة.

وتشير التقديرات إلى أن فقر التعلم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيزداد بأكثر من 10 نقاط مئوية، أي من نسبة 60 في المائة قبل الجائحة إلى ما نسبته 71 في المائة، بحسب ما ورد على لسان السيدة كيكو ميوا التي شددت على أنه "بينما تواصل دول المنطقة مصارعة آثار الجائحة ورسم مساراتها نحو التعافي الشامل، فإن الحاجة مُلحَّة للعمل، الآن."

إعادة فتح المدارس لا تكفي لضمان عودة آمنة للطلاب

ويُبرز التقرير أيضا تدهور نتائج التعليم لدى ملايين الأطفال في المنطقة. ويتعدّى التأثير المحتمل على الأطفال التعليمَ ليشمل العواقبَ التي تطال صحتهم النفسية ورفاههم وتنشئتهم الاجتماعية ومشاركتهم في سوق العمل وما قد يجنون من أرباح على مدى الحياة.

وفيما شدد تيد شيبان، المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على أهمية إعادة فتح المدارس "ليس فقط من أجل تعليم الأطفال ولكن من أجل رفاههم أيضا"، قال إن "إعادة فتح أبواب الصفوف المدرسية لا تكفي لضمان عودة آمنة للطلاب."

وشدد في هذا السياق على "وجوب أن تكون المدرسة مكانا آمنا للأطفال، مكانا للتعلم واللعب وتكوين الصداقات."

ويتوقع التقرير المشترك الصادر عن اليونيسف واليونسكو والبنك الدولي أن تصل الخسائر إلى تريليون دولار أمريكي للمنطقة ككلّ في أسوأ السيناريوهات.

وفي هذا الصدد دعا تيد شيبان جميع المسؤولين بما في ذلك مديرو المدارس والمعلمون وأولياء الأمور، إلى القيام بواجباتهم وتحمل المسؤوليات الأساسية تجاه رفاه وسلامة الأطفال خلال ساعات التعلّم. وقال:

"بالإضافة إلى الموارد المطلوبة لتشغيل المدارس، تستدعي الحاجة لإجراء تحوّل استراتيجي في موضوع المهارات الحياتية والحدّ من الفقر الرقمي، بما فيها توسيع نطاق حزم الإنترنت وجعل الأجهزة الرقمية أكثر توافرا وبأسعار يستطيع الجميع تحمّلها لسدّ الفجوة الرقمية".

تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة

وذكر التقرير أن تكلفة إبقاء المدارس مغلقة هي تكلفة باهظة وتهدد بإعاقة جيل من الأطفال والشباب، وتزيد في الوقت نفسه من الفوارق التي كانت موجودة أصلا قبل الجائحة.

وذكرت كوستانزا فارينا، مديرة المكتب الإقليمي لليونسكو ومسؤولة التعليم في الدول العربية، أنه "من الضروري ألّا نتراجع، وبدلاً من ذلك ينبغي أن نعمل معا لضمان تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة وأجندة 2030."

ويشير بيان الوكالات الأممية الثلاث إلى أنه بالإمكان تقليل المخاطر الصحية على الأطفال والعاملين في مجال التعليم من خلال اتخاذ التدابير المناسبة. ويعد فتح المدارس أفضل إجراء يمكن أن تتخذه الدول للبدء في العودة عن الخسائر التي طالت التعلّم.

ولمعالجة أزمة التعلم، يدعو التقرير بلدان المنطقة إلى أن تقوم أولاً بمعالجة فجوات البيانات من خلال تقييم مستويات تعلّم الطلاب.

وفي هذا الصدد قالت كوستانزا فارينا "ينبغي علينا أن نقدم الأدلة والتوجيهات لتوجيه عملنا الجماعي وضمان إعادة البناء بشكل أفضل".

وقامت اليونسكو واليونيسف والبنك الدولي بتشكيل ميثاق بيانات التعلم لتوفير دعم منسّق لسدّ فجوات بيانات التعلم.

ويهدف هذا التقرير الجديد إلى المساعدة في سدّ فجوة الشواهد والأدلة، فيما يلخِّص استجابات الدول لأزمة التعليم الناتجة عن الجائحة ويُقدّر الخسائر التي يُحتمل أن تكون قد طالت التعلّم ويقدم التوصيات التي تشمل تحسين إمكانية حصول الطلاب على التعلّم وإشراك الطلاب وإيجاد بيئة تمكين للأطفال من أجل التعلم والازدهار.

المصدر: اخبار الامم المتحدة

https://news.un.org/ar/story/2021/12/1089162