مظاهرات الخرطوم: الأمم المتحدة تجدد الدعوة لوقف العنف ضد النساء والأطفال

جمعة, 12/24/2021 - 17:32 -- siteadmin

أعربت ممثلة الأمين العام الخاصة المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع، السيدة براميلا باتن، عن قلق بالغ إزاء الوضع في السودان، في أعقاب التقارير التي أفادت بارتكاب قوات الأمن العنف الجنسي والتحرش الجنسي ضد النساء والفتيات أثناء المظاهرات التي شهدتها العاصمة الخرطوم، يوم الأحد الماضي

وقد نظمت تلك المظاهرات إحياء للذكرى الثالثة للاحتجاجات التي أطاحت بنظام الرئيس السابق عمر البشير في نيسان/أبريل 2019، واحتجاجا على الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر، ورفضا للاتفاق السياسي الموقع في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2021.

وأعربت الممثلة الخاصة، في بيان اليوم الخميس، عن قلقها العميق بشأن التقارير الموثوقة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك استخدام الاغتصاب والاغتصاب الجماعي للنساء والفتيات كوسيلة لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا الاعتصام، بالقرب من القصر الجمهوري، مساء يوم الأحد الموافق 19 كانون الأول/ديسمبر.

وقالت المسؤولة الأممية إن هذه الحوادث تذكرنا بمزاعم العنف الجنسي أثناء قمع المتظاهرين في الخرطوم في 3 حزيران/يونيو 2019

الوصم وغياب المساءلة الجنائية

وأشارت الممثلة الخاصة، بقلق، إلى التقارير التي تشير إلى أن بعضا من الناجيات من العنف الجنسي قدمن شكاوى قضائية وطلبن المساعدة الطبية الفورية بعد هذه الحوادث، لكن أخريات فضلن عدم الإبلاغ و / أو التماس المساعدة الطبية وغيرها، بسبب وصمة العار الاجتماعية والخوف من الاضطهاد والانتقام

وريثما تتحقق هيئات الأمم المتحدة ذات الصلة من هذه الحوادث، سلطت الممثلة الخاصة الضوء على حقيقة أن غياب المساءلة الجنائية عن هذه الجرائم يمكن أن يمنع الناجيات من التقدم لطلب الإنصاف ويطيل أمد الإفلات من العقاب الذي تعيق جهود بناء السلام والإنعاش في البلاد على حد قولها.

 تدابير فعالة لمساعدة الناجيات

ودعت السيدة براميلا باتن إلى الوقف الفوري والكامل لجميع انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجنسي. ودعت السلطات إلى اتخاذ تدابير فعالة لضمان سهولة الوصول إلى الدعم الطبي والقانوني والنفسي الاجتماعي للناجيات، ووضع آليات للمساءلة بهدف منع تكرار مثل هذا العنف، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرار 2467 الذي اعتمده مجلس الأمن في 23 نيسان/أبريل 2019.

وقد أظهر هذا القرار نهجا مرتكزا على الناجين في سبيل السعي لمنع العنف المرتبط بالنزاعات والاستجابة له، لما للعنف الجنسي في حالات النزاع من آثار على الضحايا مثل الصدمة النفسية ووصمة العار والفقر وسوء الحالة الصحية والحمل غير المرغوب فيه والأمراض الجنسية المترتبة عليه، ويتردد صدى هذه الآثار عبر الأجيال مما يثقل كاهل الناجين وأطفالهم.

وقالت براميلا باتن إنه يجب التعرف على مرتكبي هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان ومحاكمتهم. وجددت دعوة مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان لإجراء تحقيق سريع ومستقل وشامل في مزاعم الاغتصاب والتحرش الجنسي. ومضت بالقول:

"أطلب من السلطات المعنية العمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة لتسريع تنفيذ إطار التعاون الموقع في عام 2020 بين الأمم المتحدة وحكومة السودان بشأن منع العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، والتصدي له من خلال تدابير ملموسة، بما في ذلك التوثيق والتحقيق والملاحقة القضائية للمسؤولين عن ارتكاب العنف الجنسي".

الأمم المتحدة على استعداد للمساعدة في منع العنف الجنسي

ودعت الممثلة الخاصة المجتمع الدولي، بما في ذلك أعضاء مجلس الأمن، إلى بذل مساعيه الحميدة مع قادة السودان للمطالبة بإنهاء جميع أشكال العنف والترهيب ضد المدنيين، بما في ذلك العنف الجنسي

وبالتزامن مع التخطيط لمزيد من الاحتجاجات في عطلة نهاية الأسبوع المقبلة وما بعدها، شددت المفوضية على ضرورة أن تضمن قوات الأمن الحق في التجمع السلمي وأن تتصرف باحترام كامل للقوانين والمعايير الدولية التي تنظم استخدام القوة

وأكدت المسؤولة الأممية استعداد الذراعين التنفيذيين لمكتبها- وهما مبادرة الأمم المتحدة لمكافحة العنف الجنسي في حالات النزاع التي تتألف من 21 كيانا من كيانات الأمم المتحدة، وفريق الخبراء المعني بسيادة القانون- لدعم السلطات الوطنية والمجتمع المدني من أجل تحقيق أهداف ذات صلة بالنزاع لمنع العنف الجنسي والاستجابة له.

عنف مفرط ضد الأطفال

من ناحية أخرى، أفادت منظمة اليونيسف بارتفاع عدد القتلى بين الأطفال، بسبب تزايد العنف المجتمعي في ولاية غرب دارفور. جاء ذلك في بيان صادر عن السيد كامبو فوفانا، القائم بأعمال المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأفاد السيد كامبو فوفانا باستمرار نزوح العائلات هربا من العنف، مشيرا إلى تلقي تقارير عن حدوث عنف قائم على النوع الاجتماعي في المنطقة. ومضى قائلا
 "
خلال مظاهرات الخرطوم، في وقت سابق من الأسبوع، كان الأطفال والنساء من بين الجرحى. نحن نتابع عن كثب تقارير مروعة عن حالات اغتصاب خلال الاحتجاجات".
 

ودعا مسؤول اليونيسف جميع السلطات في السودان إلى حماية جميع الأطفال من جميع أشكال العنف والأذى، بما في ذلك أثناء النزاعات والأحداث السياسية.

وقال إن "استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين غير ضروري ويجب تجنبه دائمًا".

المصدر: اخبار الامم المتحدة

https://news.un.org/ar/story/2021/12/1090382