حتّى لا يتعرض أطفالنا لصدمات إضافية... لا تنتهكوا خصوصيتهم

سبت, 08/22/2020 - 12:56 -- siteadmin

لم يميّز إنفجار مرفأ بيروت بين كبير وصغير، فالكل تضرر بشكل أو بآخر، والمصابون هم من مختلف الفئات العمرية. وفيما يبدو احترام خصوصية الكل واجباً، يعتبر الأطفال من الفئة العمرية الأكثر هشاشة. ولا يخفى على أحد أنهم سواء تضرروا جسدياً أو لا، ثمة أثر نفسي واضح نتيجة الصدمة التي تعرضوا لها. في هذه المرحلة، ثمة حاجة ملحة إلى إحاطة نفسية مدروسة تساعدهم على تخطي هذه الصدمة وتداعياتها. كما أن الحرص مطلوب في طريقة التعاطي مع الأطفال في هذه المرحلة أينما وجدوا، يبدو الحرص مطلوباً أكثر بعد من وسائل الإعلام التي تجري مقابلات اليوم مع الأطفال المصابين أو أولئك الذين فقدوا أحد أفراد عائلاتهم وتنشر صورهم بشكل واسع، ويتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. تشدد الاختصاصية في المعالجة النفسية شارلوت خليل على الأخلاقيات في المقابلات الإعلامية مع من تعرض إلى صدمة بشكل عام وبشكل خاص الأطفال الذين هم أكثر حساسية.

هل من شروط معينة يفترض توافرها عند إجراء مقابلات مع أطفال؟

من أهم المعايير المطلوبة لدى إجراء مقابلة مع شخص تعرض لصدمة كتلك التي تعرض لها من أصيب في الانفجار، سواء كان طفلاً أو راشداً، أن يكون موافقاً على إجراء المقابلة فلا يتم الضغط عليه لإجرائها. فلا يوضع بحسب خليل أمام الأمر الواقع دون سابق إنذار، فيجب أن يكون حاضراً لذلك.

أيضاً تشير إلى أن التعاطف مطلوب وطبيعي، شرط عدم المبالغة إلى حد توثيق هذه المشاعر المزعجة التي لديه. فهذا يزيد من الضغط النفسي عليه بعد مشاهدة المقابلة لاحقاً.

كذلك إذا كانت ستعرض مشاهد قاسية في إطار التقرير، يجب تبليغ الشخص بذلك.

أما إذا كان المعني طفلاً، فيعتبر الأمر أكثر حساسية، لأن الطفل يكون قد تعرض لصدمة تتخطى مناعته النفسية وسنّه وطاقته. وعند إجراء مقابلة مع طفل عاش تجربة مماثلة، كما حصل مع الأطفال الذين تعرضوا لصدمة جراء إنفجار مرفأ بيروت، فالدقة مطلوبة للتأكد مما إذا كان الطفل مستعداً للإطلالة على وسيلة إعلامية بعد الصدمة الكبيرة التي تعرّض لها. ففي هذه الحالة تعرضهم للمزيد من الضغط النفسي أو طرح أسئلة معينة عليهم من قبل أشخاص لم يخضعوا لتدريب نفسي حول طرق التعاطي مع طفل، يمكن أن يزيد الوضع سوءاً. فثمة أسئلة معينة وطريقة محددة للحوار يجب التقيد بها، وأخرى خاطئة يجب عدم اعتمادها، خصوصاً إذا كان الطفل فقد أحد والديه أو أحد المقربين، لأن التعامل معه بهذه الطريقة يبدو أكثر قساوة بعد ويؤثر سلباً على حالته النفسية وعلى حزنه.

المصدر: النهار

https://www.annahar.com/article/1259836-