بسبب كوفيد-19: 80 مليون طفل أقل من سنة معرّضون للخطر جرّاء تعطيل حملات التطعيم في 68 دولة

سبت, 05/23/2020 - 12:11 -- siteadmin

مع تركيز العالم على مكافحة مرض كوفيد-19 وآثاره الاقتصادية والاجتماعية المدمرة، تلوح في الأفق مخاطر أخرى بسبب تعطّل خدمات التطعيم المهمة لمكافحة أمراض لا تقل خطورة عن كوفيد-19 وتهدد مستقبل وحياة الأطفال والمصابين بأمراض مزمنة.

وتشير المعطيات الأولية إلى تعطيل خدمات التطعيم الروتيني إلى حدّ كبير في 68 دولة على الأقل، وهو ما قد يؤثر على حياة نحو 80 مليون طفل يبلغون أقل من عام واحد يعيشون في تلك البلدان.

وفي مؤتمر صحفي من جنيف، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس غيبرييسوس "نحن هنا اليوم للتحذير من أن كوفيد-19 يهدد بتقويض خدمات التطعيم المنقذة للحياة في جميع أنحاء العالم" مضيفا أن عدم حصول الأطفال على اللقاحات اللازمة يهدد بتعريض عشرات الملايين منهم في البلدان الغنية والفقيرة لخطر الإصابة بأمراض قاتلة مثل الحصبة والالتهاب الرئوي والخُناق (الدفتيريا).

ومنذ مطلع القرن، انخفض معدل وفيات الأطفال إلى النصف، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير لقوة اللقاح الفعّال، بحسب منظمة الصحة العالمية.

اليونيسف تدق جرس الإنذار

وشاركت في المؤتمر عبر تقنية الفيديو، هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وقالت: "ندق اليوم جرس الإنذار بشأن تأثير هذا التشويش على خدمات التطعيم الأساسية حول العالم، هذه المعطيات قد تكون صاعقة".

واليونيسف قد أفادت الأسبوع الماضي، واعتمادا على معطيات صدرت عن جامعة هوبكينز في الولايات المتحدة، بأن 6 آلاف طفل إضافي قد يموتون كل يوم لأسباب يمكن الوقاية منها خلال الأشهر الستة المقبلة، مع استمرار الجائحة بإضعاف النظم الصحية وإعاقة الخدمات الروتينية.

وبحسب اليونيسف، فقد تضررت حملات التطعيم بشكل كبير وخاصة التطعيم ضد الحصبة وشلل الأطفال، وتم تعليق حملات تطعيم الحصبة في 27 دولة واللقاح ضد شلل الأطفال في 38 دولة، لأسباب تعود إلى أن الدول ترغب في الحفاظ على التباعد الجسدي، كما أن المرافق الصحية مثقلة بسبب جهود الاستجابة، وكذلك يعود الأمر إلى تردد الآباء أو عدم قدرتهم على التوجه إلى مراكز التطعيم خوفا من التعرّض لمرض كوفيد أو بسبب القيود على الحركة.

وأعربت فور عن خشيتها من تحوّل كوفيد-19 إلى أزمة تتعلق بحقوق الطفل. وأضافت: "يعيش ثلاثة من بين كل أربعة أطفال حول العالم (أو 1.8 مليار طفل) في دول تطبق سياسات البقاء في المنزل. وأغلقت المدارس في 153 دولة، وتركت 1.2 مليار طفل (70% من الطلاب) خارج المدرسة".

أكثر من 5 ملايين إصابة حول العالم

ومع تخطي عدد حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 في العالم حاجز الخمسة ملايين، شدد د. تيدروس على "أهمية بناء الوحدة الوطنية والتضامن العالمي للتعلم من بعضنا البعض ولقمع الفيروس في كل مكان".

وأعرب عن شكره لشركة الرعاية الصحية "نوفو نورديسك" على تبرعها بالإنسولين والجلوكاجون مما سيساعد، على حدّ تعبيره، في دعم علاج مرضى السكري في 50 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل. وقال: "هذا هو التبرع الأول في تاريخ منظمة الصحة العالمية لدواء مرض ليس من الأمراض المعدية، ويأتي في مرحلة حرجة".

وأشار مدير منظمة الصحة العالمية إلى أن الأشخاص المصابين بداء السكري معرّضون للإصابة بمرض شديد بسبب كوفيد-19 ويكافحون مع المشاكل اليومية المتمثلة في تعطيل الوصول إلى الأدوية والمعدات والرعاية الصحية، مثل مرض السكري ولقاحات الأطفال.

وأضاف أن المنظمة تعمل مع اليونيسف ومؤسسة Gavi والشركاء لضمان ألا تمحو الجائحة التقدم الذي أحرز على مدار عقود في مجال تلقيح الأطفال ضد الأمراض.

يُذكر أن حكومة المملكة المتحدة تستضيف في حزيران/يونيو المقبل "قمة اللقاحات العالمية"، وقال تيدروس: "نطلب من قادة العالم الالتزام بتمويل Gavi  بالكامل من أجل عملها المنقذ للحياة". وأضاف أن المنظمة تنشر توجيهات جديدة حول تنفيذ حملات التلقيح الشاملة في سياق كـوفيد-19.

الحاجة لجهود مشتركة ومتضافرة

ودعت المديرة التنفيذية لليونيسف إلى إعادة التطعيمات إلى مسارها الجديد، بطرق جديدة، أهمها تكثيف الدول جهودها لتعقب الأطفال غير المحصنين وتطعيم السكان الأكثر ضعفا بمجرد أن يصبح ذلك ممكنا.

وأضافت أن ثمّة حاجة إلى سد الثغرات المتعلقة بتوصيل اللقاحات للدول وتحديد أولويات الشحن والإمدادات الحيوية، وإيجاد حلول مبتكرة لمواصلة تقديم التطعيمات اللازمة.

ودعت فور إلى أن تكون اللقاحات ميسورة التكلفة ومتاحة لمن هم في أمسّ الحاجة إليها. وقالت: "لا يمكننا أن نجعل كفاحنا ضد مرض واحد يأتي على حساب التقدم طويل الأمد الذي أحرزناه في كفاحنا ضد أمراض أخرى".

المصدر: اخبار الامم المتحدة

https://news.un.org/ar/story/2020/05/1055392