
أُعلنت حالة الطوارئ في عدد من الولايات الأمريكية، والفلبين، ومدغشقر الشهر الماضي بعد تفشي مرض الحصبة. وقال المسؤولون إن أكثر المصابين من الأطفال الذين لم يُلقحوا ضد المرض، الأمر الذي أعاد الجدل بين المؤسسات الصحية من جهة، والحملات الرافضة للتطعيمات من جهة أخرى، حول جدوى اللقاحات والأخطار المرتبطة بها.
لكن المناهضين للقاحات يرون أن استخدام "تفشي المرض" للدلالة على أهمية التطعيم فيه مغالطة. وبحسب لاري كوك، مؤسس حملة "أوقفوا التطعيم الإجباري" في الولايات المتحدة، فإن الأمراض المعدية لها دورة في المجتمعات، ومن الطبيعي أن تظهر بشكل جماعي من وقت لآخر "وحينها يكتسب الأطفال مناعة من أمهاتهم عن طريق الرضاعة الطبيعية وغيرها من العوامل. وينتهي الأمر باكتساب مناعة جماعية طبيعية."
وقال كوك، في حوار مع بي بي سي، إن رفض التطعيم "ليس موقفا بقدر ما هو أسلوب حياة، تسعى من خلاله الأسر إلى إكساب أطفالهم عناصر طبيعية تمكن أجسامهم من مواجهة المرض". والهدف ليس منع الأطفال من اكتساب العدوى، وإنما التأكد من أن أجسامهم قوية بشكلٍ كافٍ (عن طريق الظروف الصحية الملائمة والتغذية السليمة) لتحمل الأعراض واكتساب مناعة طبيعية تحمي أجسامهم ربما إلى الأبد".
تأثير الحملات الرافضة
وفي مطلع عام 2019، أدرجت منظمة الصحة العالمية رفض التطعيم ضمن أكثر عشرة أخطار تهدد الصحة العالمية، بسبب الزخم الذي اكتسبته الحملات المناهضة له، والإحصائيات التي كشفت عودة أمراض وبائية كانت قد أوشكت على الاختفاء.
لكن ثمة رأي آخر يرى أن الأمر أكثر تعقيدا من تأثير الحملات المناهضة للقاحات. وبحسب روبن ناندي، رئيس برامج التحصين في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، فإن عودة بعض الأمراض للانتشار ترتبط بعدة عوامل، ليس من بينها بالضرورة تأثير الحملات الرافضة للتطعيم.
المصدر: بي بي سي
http://www.bbc.com/arabic/science-and-tech-47230757