
ربما ستصبح الرضيعة جوي نواي، البالغة من العمر شهرا واحدا، أول طفلة في العالم تتلقى لقاحات الطفولة التي أرسلت خصيصا لأجلها، بطائرة بدون طيار (الدرون)، لتستلمها الممرضة المسئولة عن التطعيم، في جزيرة نائية من دولة فانواتو في جنوب المحيط الهادئ.
وقد قطعت طائرة الدرون الناقلة للقاحات الطفولة الأساسية مسافة َ40 كيلومترا فوق التضاريس الجبلية الوعرة من خليج ديلون في الجانب الغربي من الجزيرة، إلى أن هبطت في الجانب الشرقي من منطقة خليج كوك النائية.
وخلال رحلة طائرة الدرون تم حفظ اللقاحات في صناديق الستايروفوم الخاصة مع حافظات ثلجية وجهاز تسجيل لدرجات الحرارة، يرسل إشارة الكترونية محذرة إذا ما تأرجحت درجات حرارة اللقاح خارج النطاق المقبول.
فور وصول اللقاحات، التي وفرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة، بطائرة الدرون الخاصة إلى هذا الموقع النائي، قامت الممرضة المسجلة مريام نامبيل بتطعيم 13 طفلا، بالإضافة إلى خمس من النساء الحوامل. وتشير اليونيسف إلى صعوبة الوصول إلى مجتمع خليج كوك الصغير، الذي لا يضم مركزا صحيا أو خدمات للكهرباء، ولا يمكن الوصول إليه إلا سيرا على الأقدام أو باستخدام القوارب المحلية الصغيرة.
ويصعب في مثل هذه الظروف نقل اللقاحات والعقارات التطعيمية بصورة آمنة، حيث ينبغي حفظها في درجات حرارة معينة أثناء عملية النقل. وتعتبر المناطق الحارة مثل دولة فانواتو، المكونة من أكثر من 80 جزيرة جبلية نائية، مواقع صعبة بالنسبة لعملية إيصال اللقاحات. ونتيجة لذلك، فإن ما يقرب من 20% من أطفال هذا البلد – أي 1 من بين 5 أطفال – يفتقدون لقاحات الطفولة الأساسية.
وفي الاختبارات التي أجريت الأسبوع الماضي مع وزارة الصحة الوطنية وبدعم من اليونيسف، تمكنت الشركة الأسترالية المسؤولة عن طائرات الدرون من إيصال الحمولات بأمان في رحلة لمسافة 50 كيلومترا، لتهبط على بعد مترين من الهدف.
وعلى المدى البعيد، تهتم حكومة فانواتو بدمج توصيل اللقاحات بالطائرات بدون طيار في برنامجها الوطني للتطعيم، واستخدامها على نطاق أوسع لتوزيع الإمدادات الصحية. كما سيتم الاستفادة من هذه التجارب في بحث إمكانية استخدام طائرات الدرون التجارية للعمل الصحي في أماكن مشابهة حول العالم.
المصدر: مركز انباء الامم المتحدة
https://news.un.org/ar/story/2018/12/1023831