في سيراليون، إنقاذ الأرواح من خلال التشخيص المبكر لفيروس نقص المناعة البشرية لدى الرُضع

اثنين, 07/25/2016 - 11:32 -- siteadmin

إن التشخيص المبكر ضروري من أجل إنقاذ حياة الرضع المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV). ولكن في مستشفى كينيما الحكومي في سيراليون، وبسبب معدات التحليل القديمة، أُضطر المختصون مثل جلاديس جاساما الانتظار الى أن يبلغ الأطفال 12 شهرًا من العمر ليتم تحديد حالة إصابتهم بالفيروس. حصل المستشفى على جهاز تحليل تفاعل البوليميراز التسلسلي (PCR) العام الماضي وذلك بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة - اليونيسف والاتحاد الأوروبي. ويسمح الجهاز لجلاديس بأن تُجري تحليلا لمعرفة حالة إصابة الطفل بفيروس نقص المناعة البشرية عند الولادة وان تبدأ على الفور في انقاذ حياته عن طريق العلاج المضاد للفيروس.

في يوم مشمس في شرق سيراليون، ترحب جلاديس جاساما بسيدة في منتصف العمر في غرفة الاستشارات بلطف وبابتسامة واسعة.

جلاديس مستشارة متخصصة في فيروس نقص المناعة البشرية في مستشفى كينيما الحكومي، وقد تلقت هي وأربعة من العاملين في المجال الصحي في المنطقة العام الماضي تدريبا على التشخيص المبكر لفيروس نقص المناعة البشرية لدى الرضع. وبفضل برنامج مكافحة الإيدز الوطني، والمدعوم من قبل منظمة الأمم المتحدة للطفولة – اليونيسف والاتحاد الأوروبي، تم تدريب ما يقارب من 138 عاملا في المجال الصحي من جميع أنحاء سيراليون الى الآن على ذلك. وبعد مرور عام، عُدنا لنرى كيف يتم استخدام التدريب بشكل جيد.

تقول جلاديس " لقد دربونا على مهارات جديدة لجمع عينات الدم، وتعبئتها، والاحتفاظ بها بعناية الى أن تصل الى وجهتها الأخيرة."

"كنا قبل ذلك ننتظر الى أن يصبحوا في عمر 12 شهرا لنعرف حالة إصابتهم بالفيروس، وذلك لأن معدات التحليل التي كنا نستخدمها قديمة وتعطي النتائج ببطء شديد" وأضافت " اما الآن فالنتائج سريعة جدًا."

التشخيص المبكر لإنقاذ الحياة

تشعر جلاديس وزملائها بسعادة كبيرة بسبب إدخال جهاز تحليل تفاعل البوليميراز التسلسلي (PCR) لأنه "يكتشف الفيروس بسرعة كبيرة". والجهاز، الذي تم شرائه بتمويل من الاتحاد الأوروبي، يمكن أن يحدد حالة إصابة الرضع بفيروس نقص المناعة البشرية عند الولادة. وهذا على نقيض حاد من عام مضى حيث لم يكن جهاز تحليل تفاعل البوليميراز التسلسلي متوفرا في سيراليون ولم يكن بالإمكان تحديد حالة إصابة الطفل بالفيروس قبل بلوغه 12 شهرا من العمر على الأقل.

في حين أن خدمات المنع من انتقال الفيروس من الأم الى الطفل قد قللت من عدد الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة بشكل كبير، الا أنه من الضروري إجراء تحليل لجميع الأطفال الذين يتعرضون للفيروس وذلك حتى يتمكن الأطفال الذين يتم تشخيصهم كمصابين من تلقي العلاج الذي يحفظهم أصحاء وعلى قيد الحياة.

تقول جلاديس " إذا لم يتم تشخيص هؤلاء الرضع مبكرًا، فقد يموتون مبكرًا"، " هذا الجهاز يستطيع اكتشاف الفيروس لدى الرضع الصغار بأسرع وقت وبدون أدنى شك."

وبناء على الأرقام من الأمانة الوطنية للإيدز، فإن معدل انتشار فيروس نقص المناعة في سيراليون هو 1.5 في المائة. ولمنع الإصابات الجديدة، فقد قامت الأمانة الوطنية للإيدز بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة – اليونيسف، بتوظيف استراتيجيتين رئيسيتين: القضاء على انتقال الفيروس من الأم الى الطفل والتشخيص المبكر للرضع.

تقول جلاديس " إن هدفنا هو حماية الرضع"، " وحتى لو ظهرت إصابة الرضيع بالفيروس، فإننا نبدأ معه العلاج والأدوية حتى يتمكن من الاستمرار في الحياة. ونحن كعاملون في مجال الصحة نشعر بالرغبة في القيام بعملنا على نحو جيد".

في كينيما، أدى التدريب الى تدخل منقذ للحياة بالنسبة لأحد الرضع الذي أظهرت نتائجه الإصابة بالفيروس. فلقد اكتشف جهاز تحليل تفاعل البوليميراز التسلسلي الفيروس بسرعة كبيرة وتم إعطاء الرضيع علاجًا على الفور ومتابعته بشكل دوري.

العلاج الضروري للأطفال

يمكن تسجيل جميع الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في سيراليون للحصول على العلاج المضاد للفيروس مجانًا. ومع ذلك فإن نسبة 13.5 بالمائة فقط من الأطفال المُقدر إصابتهم بالفيروس مُسجلون لتلقي العلاج. فالأطفال والرضع المُصابون بفيروس نقص المناعة البشرية لا يتم تشخيصهم مُبكرًا بالقدر الكافي لإخضاعهم للعلاج الذي ينقذ حياتهم.

ولسد هذه الفجوة في علاج الأطفال، تعمل منظمة الأمم المتحدة للطفولة – اليونيسف مع الأمانة الوطنية للإيدز وبرنامج مكافحة الإيدز الوطني لزيادة التشخيص المبكر للرضع حتى يتم اختبار جميع المواليد في أول ستة أسابيع من العمر، ويتم التعرف على حالات الأطفال من خلال التدخلات المثبتة مثل الفحص الروتيني لفيروس نقص المناعة البشرية لجميع الأطفال الذين يعانون من نقص حاد في التغذية.

تقول جلاديس " نشعر بأننا نقوم بعمل جيد ونحن فخورون بذلك. ونقوم باتباع جميع الأنظمة ولم نتلقى أي رد فعل سلبي من رؤسائنا."

ووفقًا لجلاديس فإن لدى الآباء الآن حافزٌ لأخذ أطفالهم الرضع الى المستشفى لإجراء التشخيص المبكر للرضع من ضمن أسباب أخرى أيضا.

" أنا ممتنة للاتحاد الأوربي لتقديمه التمويل ولمنظمة الأمم المتحدة للطفولة – اليونيسف لتسهيل ذلك. ونتمنى أن يشمل التدريب عددا أكبر من العاملين في المجال الصحي حتى يستفيد أناس أكثر منه".

يعمل الاتحاد الأوربي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة – اليونيسف كشراكة في سيراليون لتحسين صحة الأمهات والأطفال، ويشمل ذلك مبادرة الرعاية الصحية المجانية، والتي تُقدم الأدوية الضرورية للأطفال دون سن الخامسة، وللأمهات الحوامل والمرضعات.

المصدر: اليونيسف