أظهرت دراسة قائمة على مراجعة أبحاث أن أطفال المهاجرين يمكن أن يواجهوا صعوبات فريدة في التعلم بالمدارس الابتدائية على الرغم مما يبديه بعضهم من تفوق يماثل أقرانهم من أهل البلاد التي يستوطنها أهلهم.
حلل الباحثون بيانات 34 دراسة خاصة بمشكلات التعلم في 29 جماعة مختلفة من أطفال اللاجئين واكتشفوا أن مصدر الصعوبات يكمن على الأرجح في سوء فهم أولياء الأمور لنظام التعليم الأجنبي والصور النمطية في أذهان المعلمين والتضييق أو التمييز.
وفي الوقت ذاته ذكر الباحثون في دورية طب الأطفال على الإنترنت يوم الأربعاء إن التماسك الأسري ومشاركة أولياء الأمور وإلمام المعلم باللغات والتراث الثقافي قد يساعد في تحقيق أطفال اللاجئين النجاح المنشود.
وقال الباحث هاميش جراهام من مركز الصحة الدولية للطفل بجامعة ملبورن في أستراليا والمشارك الرئيسي بالدراسة لرويترز هيلث عبر البريد الإلكتروني "على وجه العموم .. هناك طفل من بين كل عشرة أطفال يعاني من صعوبة ما بالتعلم."
وأضاف جراهام إن مثل أي طفل فإن الأطفال اللاجئين قد يعانون من قصور فكري ومشكلات في السلوك أو الانتباه والتفاعل الاجتماعي والتوحد أو الإبصار والسمع.
وقال "لكن علي أي حال الأطفال الذين جاءوا لاجئين تفوتهم عادة فرص الاكتشاف المبكر وتحدث لديهم فجوات كبيرة في مرحلة ما قبل التعليم المدرسي."
وأردف "يكون دخول المدرسة للأطفال اللاجئين نقلة هائلة ترتبط دوما بتعلم لغة إضافية والتكيف مع توقعات وأنظمة وثقافة جديدة. يشكل هذا صعوبة للقائمين على التعليم والعاملين بمجال الصحة في رصد مشكلات التعلم في وقت مبكر بما يتيح تقديم الدعم المناسب."
ونُشرت نصف الدراسات التي راجعها جراهام وزملاؤه في تحليلهم خلال 2010 وما بعدها وتناولت كثير منها الأطفال اللاجئين في أستراليا والولايات المتحدة وكندا.
وجاء اللاجئون الذين شملتهم الدراسات من مناطق متعددة من بينها جنوب الصحراء الأفريقية وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وشرق آسيا والمحيط الهادي ووسط آسيا وأوروبا.
وبينما ركزت معظم الدراسات على سن المراهقة تناولت 13 دراسة تلاميذ المدارس الابتدائية وتناولت إحداها مرحلة ما قبل التعليم المدرسي.
ولم تبحث أي من الدراسات بشكل مباشر التوحد وضعف اللغة أو اضطرابات المخ وارتباطها بصعوبات القراءة والرياضيات.
المصدر: رويترز