ارتفاع نسبة البدانة عند الأطفال في لبنان إلى 32%

ثلاثاء, 03/19/2019 - 13:25 -- siteadmin

بين العام 1997 والـ 2009، ارتفعت نسبة البدانة وزيادة الوزن لدى الأطفال (الذين تراوح أعمارهم بين الـ 6 والـ 19 سنة) من 27% الى 32% توالياً بحسب الدراسة التمثيلية الوطنية (Nationally Representative Study). كيف لا و48% من الأطفال في لبنان يتناولون مشروباً غازياً واحداً على الأقل في اليوم؟ كيف لا ونمط الحياة الخامل ازداد ثلاث مرات؟ إنه واقعٌ يُقلق الباحثين قبل الأهالي.

هذا الواقع دفع مركز ترشيد السياسات في كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الصحة العامة لدراسة هذه الظاهرة المتنامية والبحث في أطر علاجها.

هذا الارتفاع المقلق لبدانة الأطفال يُخفي وراءه غشاوة معتقدات غذائية خاطئة وبيئية لا تدعم الخيارات الصّحيّة. الحلول موجودة، لكنها لا تقتصر على الأطر المنزلية والعائلية والسلوكية فقط، فدور المدارس في المعالجة يتخطى التوقعات.

تدني المستوى الدراسي، قلة الثقة بالنفس، الاكتئاب واضطرابات نفسية أخرى، ارتفاع مستوى السكر في الدم، الإصابة بالدهون الثلاثية (Triglyceride)، ارتفاع ضغط الدم، تلخبط في عملية الأيض، الإصابة يالسكري من النوع الثاني، ازدياد خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وازدياد خطر التعرض لأنواع مختلفة من السرطان... تَكثر العوامل الكامنة وراء البدانة وزيادة الوزن، والنتائج تتفاقم بدورها. ولكن يبقى تصويب البوصلة على المعالجة والتفادي هو الأهم.

في هذا الإطار، أشارت اختصاصية مناصرة السياسات الصحية ومنسقة المبادىء في مركز ترشيد السياسات في كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت K2P رنا صالح في حديثها لـ"النهار" إلى أن "هذا العمل استغرق حوالى 3 سنوات حيث اعدت دراسات مسح وطني للبدانة عند الأطفال أظهرت مضاعفة النِسب وازديادها عن المستوى العالمي حيث سجلت 5% في العالم في حين سجلت في لبنان الـ6%، الأمر الذي دفعنا الى رفع الصوت ودق ناقوس الخطر".

أسباب البدانة عند الأطفال

برأي صالح أسباب كثيرة مسؤولة عن ظاهرة البدانة عند الأطفال في لبنان واهمها:

* تناول أطعمة غير صحية وجاهزة

* الجلوس لوقت طويل

* عدم الحركة والرياضة

* اتباع نمط سلوكي خاطىء

* عدم وجود مساحات خضراء للقيام بنشاطات ترفيهية ورياضية

* عدم وجود أطعمة صحية في المدارس 

وبناء عليه، "تعاونت وزارتا التعليم العالي والصحة العامة ومركز ترشيد السياسات في الجامعة الأميركية في بيروت لفهم المشكلة، وطرح حلول طويلة الأمد من خلال تطوير السياسات والبرامج الموجودة في المدارس" وفق ما شرحت صالح . اقتراحات السياسات والبرامج هذه انبثقت من البراهين العلمية والتجارب العالمية من جهة، ومن المختصين من جهة أخرى، ومن المواطن من جهة أخرى. "لَبنَنَت" الاقتراحات استناداً الى آراء وخبرات المواطنين الذين تم التعاون معهم، ساهمت بخلق حلول جديدة على مختلف المستويات.

لماذا المدرسة؟

تشير صالح الى ان "المدارس ليست إلا عنصراً واحداً من عناصر حلّ مشكلة بدانة الأطفال، أليست المكان الذي يقضي فيه أطفالنا معظم وقتهم ويكتسبون فيه بعضاً من عاداتهم الغذائية؟ في الحقيقة، أثبتت الدراسات أن السياسات والاستراتيجيات الصحية في المدارس من شأنها أن تحد من ظاهرة البدانة وذلك عبر بلورة المناهج الدراسية وحصص الإرشاد الصحي لإدخال برامج التغذية والنشاطات البدنية. إضافة الى تغيير المعايير السائدة حول التغذية المدرسية عموماً والمنتوجات الغذائية في أكشاك المدارس خصوصاً. وتبقى المسؤولية مشتركة بين جميع الوزارات المعنية، الشركاء في التطبيق، الأهالي والتلاميذ في تفادي تفاقم هذه الظاهرة".

ولضمان نجاح هذه الخطة والعمل بها، سنعمل على تأليف لجان فرعية للتأكد من حسن تطبيق السياسات الصحية والإرشادات بطريقة صحيحة، على حد قول صالح "علينا ان نبدأ من مكان ما، وارتأينا ان المدرسة هي المكان المناسب لنبدأ بها".

المصدر: النهار

https://www.annahar.com/article/947676-