
مصطفى، طفل مصري أراد أن يساعد أخته على الزواج، ويجلب بضعة جنيهات يفرحُ بها والدته التي طلقها أبوه، وترك العائلة من دون أن يعينهم على مصاعب الحياة.
الطفل الصغير ذو السحنة السمراء، نزل إلى سوق العمل، لأنه: "محبش أمي ولا أختي يشتغلوا"، كما يقول مصطفى لـ"العربية"، ليعمل في محل لتصليح إطارات السيارات. لكنه عوض أن يعود مكللا بالمال لعائلته الفقيرة، عاد لهم بيد واحدة فقط، بعد أن أصيب أثناء شغله، لتبتر يده!
رغم ذلك بقي مصطفى يعمل، وأمنيته "أن أزوجي أختي"، دون أن ينال أي تعويض عما أصابه من ضرر، ودون توفير بيئة عمل سليمة وآمنة.
عائلة مصطفى، تعاني من إصابة أخيه أيضا بعاهة في العمود الفقري، نتيجة العمل في بيئة غير آمنة هو الآخر، جعلته يعاني من مشكلات عديدة، لم تفلح معها حتى الساعة التدخلات الطبية.
1.6 مليون طفل يعملون في السوق المصري، بحسب الإحصاءات الرسمية، أغلبهم في ظروف صعبة، لا يمتلكون تأمينا صحيا، ولا عقدا رسميا، فضلا عن ساعات العمل الطويلة، والراتب الضعيف، والاستغلال الجسدي والجنسي. رغما عن الدستور المصري، والذي تحظر مادته رقم 80، تشغيل الطفل قبل إتمامه التعليم الأساسي، كما يمنع تشغيله في الأعمال التي تعرضه للخطر.
أم ميادة، روت لكاميرا برنامج "مهمة خاصة"، قصة ابنتها التي عملت خادمة في أحد المنازل، وكيف تم ضربها وإحراق أجزاء من جسدها، واتهامها بسرقة مجوهرات، بعد أن تعرضت الفتاة الصغيرة لتحرش جنسي، رفضت أن تستجيب له.
"العربية" استطاعت أن تدخل بكاميرا "خفية" إلى أحد معامل الطوب في مصر، والتي تعتبر من أكثر الأماكن "سيئة السمعة" التي يعمل فيها الأطفال بأعداد كبيرة، حيث يضطرون لحمل أوزان ثقيلة، تفوق قدرتهم، ما يؤدي لإصابتهم بتشوهات في العمود الفقري. هذا فضلا عن بقائهم لأيام في ذات المصانع، حيث ينامون في غرف صغيرة تتكدس فيها أعداد من العاملين، في بيئة غير لائقة وغير صحية.
وبالعودة إلى الإحصاءات، نجد أن 48 مليون طفل في إفريقيا، يعملون في مهن صنفتها منظمة العمل الدولية بأنها أعمال خطيرة ومن أسوأ أشكال عمالة الأطفال.
ووفقاً لمنظمه اليونسكو، فإن ما يقرب من 20% من الأطفال في سن الدراسة محرومون من الالتحاق بالمدرسة الابتدائية.
وفي مصر أيضا، يستغل تجار المخدرات الأطفال لحمل أصناف مختلفة من المخدرات، كونهم بعيدين عن الرقابة الأمنية. لكن الطفل بمرور الوقت يكون عرضة لخطر الإدمان والسجن. وهو ما يؤدي تاليا لمشكلات عديدة جسديا، وفكريا، ونفسيا، واجتماعيا، تبقى آثارها السلبية حتى بعد أن يتجاوز الفرد مرحلة الطفولة.
المصدر : العربية