
أثارت صورة أطفال المنيا الأقباط، والمحكوم عليهم فيها بتهمة ازدراء الأديان، في مطار سويسرا بعد هروبهم، حالة من تذبذب آراء الرأي العام، فرآها البعض انعكاسًا لظلم تلقاه الأطفال، وتحدث البعض الآخر عن كيف تم لهم الخروج بهذه السهولة، فيما تساءل البعض الآخر عن روح "المواطنة" في قلوب المصريين والتي يعكس مثل هذه الصور تذبذبها الشديد، ونرصد في هذا التقرير مشهد الأطفال منذ الحكم حتى هذه الصورة المنتشرة.
صورة تعكس سعادة الخروج!
أعلن موقع مورنيج ستار نيوز الأمريكي المعني بأخبار اضطهاد المسيحيين، عن وصول أطفال المنيا الأقباط المحكوم عليهم بتهمة ازدراء الأديان إلى سويسرا، وذلك بعد إخلاء سبيلهم على ذمة القضية رقم 350 لسنة 2015، فصدر الحكم من محكمة جنح أحداث بني مزار، بالحبس لثلاثة منهم هم: مولر عاطف داود وألبير أشرف وباسم أمجد، خمس سنوات، وإيداع المتهم الرابع كلينتون مجدي مؤسسة عقابية لصغر السن عند إحالة ملف القضية، بسبب تصوير فيديو تمثيلي للاستهزاء بالصلاة الإسلامية.
وأشار الموقع في مقابلة مع الأطفال إلى أنهم سافروا إلى تركيا منذ 5 أشهر، وكانوا يقيمون في منزل بالعاصمة إسطنبول، منذ أبريل الماضي، وذلك بدعم من المنظمات المسيحية وحقوق الإنسان، قبل أن يمنحوا قبل أسبوعين، تأشيرة إنسانية "في ظروف خاصة" لسويسرا، حيث سيتم طلب اللجوء هناك، ورفض الأطفال الإفصاح عن طريقة هروبهم من مصر لأسباب أمنية، كما ذكر الموقع.
الرباط الأسري يتفكك.. والسفر هربًا من السجن
قال أهالي الطلاب الأربعة بمركز بنى مزار، شمال محافظة المنيا، المتهمين بازدراء الدين الإسلامي والمحكوم عليهم بالسجن لمدة 5 سنوات، لوسائل الإعلام، إن سفرهم هو هروب من أحكام السجن التي صدرت ضدهم.
كما قال أمجد والد كلينتون، إن نجله والأطفال الثلاثة الذين معه يرغبون في العودة لمصر، وأن سفرهم جاء اضطراريا، وأنه لم يعلم شيئًا عن نجله منذ آخر مكالمة كانت بينهما منذ 5 أشهر.
ومن جانبه، قال أشرف والد ألبير، إنه بالرغم من أن الفيديو الذي حُكم على نجلي بسببه، يسخر فيه من تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن المحكمة أصدرت أحكامًا بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، مؤكدًا أنه لم يعلم مكان نجله منذ فترة طويلة.
أمر طبيعي مع "اللا مواطنة"
في البداية يقول جمال أسعد الكاتب والمفكر السياسي، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، إنه قد فوجئ بصورة الأطفال الأقباط في مطار سويسرا، والهاربين من أحكام بلغت خمس سنوات بتهمة ازدراء الأديان، موضحًا أن هذا التصرف طبيعي للغاية، لكن وراءه من سهل السفر ومنح تأشيرات دخول لهؤلاء الأطفال وهو الأمر المثير للشك.
وأضاف أسعد: "الأمر بات يعكس غياب الرؤية الحقيقية، فهل نحن ضد داعش فنصرح جميعنا بذلك أم لا، فأن يحكم على أطفال سخروا من داعش أنهم سخروا من الإسلام يوضح تعنتا شديدًا، وغياب كامل لدولة المواطنة التي نسعى إليها".
المصدر: العربية نيوز