وضع الاطفال في الحروب بحسب القانون الدولي

يحظر القانون الدولي الإنساني (قوانين الحرب) والقانون الدولي لحقوق الإنسان تجنيد الأطفال واستخدامهم كجنود. البروتوكول الإضافي الثاني لاتفاقيات جنيف لسنة 1949 (البروتوكول الثاني) المنطبق أثناء النزاعات المسلحة غير الدولية، يحظر على الدول والجماعات المسلحة غير التابعة لدول تجنيد الأطفال أو استخدامهم، تحت سن 15 عاماً، في النزاعات المسلحة. في حين ليست سوريا طرفاً في البروتوكول الثاني، فإن الحظر على تجنيد الأطفال تحت سن 15 عاماً واستخدامهم يعتبر حالياً من قواعد القانون الدولي العرفي، وهو مُلزم لجميع أطراف النزاعات المسلحة .

أقرّت الأمم المتحدة في عام 2000 البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في المنازعات المسلحة (البروتوكول الاختياري  يرفع العتبة المنصوص عليها في اتفاقية حقوق الطفل بأن نص على أن سن 18 عاماً هي السن الدنيا لأي تجنيد أو تجنيد إجباري أو مشاركة مباشرة في الأعمال العدائية. المادة 4 من البروتوكول تحظر أي تجنيد أو استخدام للأطفال تحت سن 18 عاماً من قبل الجماعات غير التابعة لدول: "لا يجوز أن تقوم المجموعات المسلحة المتميزة عن القوات المسلحة لأي دولة في أي ظرف من الظروف بتجنيد أو استخدام الأشخاص دون سن الثامنة عشرة في الأعمال الحربية).

كما يفرض البروتوكول التزامات على الحكومات بأن تتخذ "جميع التدابير الممكنة عملياً لمنع هذا التجنيد والاستخدام، بما في ذلك اعتماد التدابير القانونية اللازمة لحظر وتجريم هذه الممارسات ".

والأفراد الذين يرتكبون انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنسانية بقصد إجرامي يتحملون مسؤولية ارتكاب جرائم حرب. بموجب القانون الدولي الإنساني العرفي ونظام روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية، يعد جريمة حرب أن يجند أعضاء في قوات مسلحة أو جماعات مسلحة غير تابعة لدول أطفالاً تحت سن 15 عاماً، أو أن يقوموا باستخدامهم للمشاركة بنشاط في أعمال عدائية. و يوضح نظام المحكمة الجنائية الدولية أن المسؤولية الجنائية الفردية تمتد بما يتجاوز استخدام الأطفال في القتال المسلح. بموجب المحكمة الجنائية الدولية فإن جريمة الحرب الخاصة بتجنيد واستخدام الأطفال :

تغطي المشاركة المباشرة في القتال وأيضاً المشاركة الإيجابية في الأنشطة العسكرية المرتبطة بالقتال، مثل الاستطلاع وأعمال التخريب واستخدام الأطفال في تشتيت قوات الخصم وكمراسلين أو في النقاط الأمنية العسكرية... واستخدام الأطفال في الدعم المباشر من قبيل العمل كناقلين للإمدادات إلى الخطوط الأمامية، أو الأنشطة على الخطوط الأمامية نفسها.