كيفية التعامل مع طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة؟

ربما كنت ممن يمتلك بين أفراد عائلته طفلًا ذا احتياجات خاصة، وربما يتواجد في محيطك وبين أصدقائك من يمتلك طفلًا بهذه المواصفات، كيف يمكنك التعامل معه؟ بالطبع هذا هو السؤال الأهمّ في تلك الحالة.

ما الذي يجعل الطفل في حاجة إلى رعاية خاصة؟ وما هي الاحتياجات الخاصة؟

يطلق على الطفل أنه ذو احتياجات خاصة، عندما يختلف عن الطفل الطبيعي من حيث القدرات العقلية، أو الجسدية، أو اللغوية، أو التعليمية اختلافًا يستدعي ضرورة تقديم خدمات خاصة له سواء في التربية السلوكية، أو التعليم، أو الخدمات العامة. ولا تمثل تلك الاحتياجات الخاصة مرضًا، بالمعنى المعروف للمرض، إنما هي حالة انحراف، أو تأخر في النمو، أدت إلى صعوبات، وحالات ضعف، أُصيب بها الطفل، مما يزيد من مستوى الاعتمادية لديه.

لا يمكننا أن نصنف الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة كحالة واحدة، ولا أن نحدد لهم جميعهم أسلوبًا واحدًا في التعامل، أو الرعاية. فهناك أنواع مختلفة من الحالات الخاصة، تختلف فيما بينها اختلافًا كبيرًا، ما بين الاعتدال والشدة. كما أن الحالة الخاصة الواحدة، تختلف اختلافًا بيّنًا من طفل لآخر، من حيث تأثيرها عليه، وتعامله معها، واستجابته للرعاية.

بعض أنواع الاحتياجات الخاصة لدى الأطفال:

التوحد

يواجه المصاب بالتوحد صعوبات مع اللغة، أو التواصل، والمهارات الاجتماعية، والسلوك. وتختلف حالات الإصابة بالتوحد ما بين المعتدلة والحادة. ففي الوقت الذي يعاني فيه المصاب بتوحد حاد، من جهله بمن حوله من الناس. فإن المصاب بحالة معتدلة من التوحد يمكنه أن يظهر كشخص في غاية الذكاء، إلا أنه يبدو غريبًا في تعاملاته الاجتماعية.

متلازمة داون

تنتج عن تغير في الكروموسومات يؤدي إلى تغيرات كبيرة أو صغيرة في بنية الجسم. كما يصاحبها غالبًا، ضعف في القدرات الذهنية، والنمو البدني. يشترك المصابون بمتلازمة داون، بمظهر مميز للوجه. وقد يعمل التعليم، والرعاية المناسبان المقدمان لطفل متلازمة داون، على جعل حياته أفضل، وأكثر جودة.

صعوبات التعلم

يحمل الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم، مجموعة متنوعة من الصعوبات، حيث قد تشكل تلك الصعوبات، مشاكل في القراءة، أو اللغة، أو الكتابة، أو القدرة على التفكير. كما أنهم قد يعانون أيضًا، من فرط النشاط، أو عدم الانتباه، أو ربما مشاكل في السلوكيات، والتعامل مع الآخرين.

الإعاقة الجسدية

هناك العديد من الأسباب والظروف، التي قد تؤدي إلى الإصابة بالإعاقة الجسدية، فيصبح الشخص غير قادر على استخدام الساقين، أو الذراعين، أو حتى جذع الجسم كله. وكما هو الحال مع ذوي الحالات الخاصة، فبعض ذوي الإعاقة الجسدية، يمكنهم أن يعيشوا حياة مستقلة تمامًا، يعتمدون فيها على أنفسهم بالكامل، في حين نجد البعض منهم في حاجة إلى مساعدة جزئية، أو مساعدة كاملة ليستطيع أن يقضي احتياجاته اليومية.

اضطرابات اللغة والكلام

ربما أكثر ما يواجهه الطفل بسببها، هو عدم قدرته على التعبير عن رأيه أو أفكاره، بل ربما تؤدي إلى عدم فهم الكلمات المنطوقة أو المكتوبة. ولكن في نفس الوقت يمكننا اعتبار اضطرابات اللغة والكلام، من الأمور الممكن معالجتها. فإذا تحلى الطفل، ووالداه بالصبر وعدم تعجل الحصول على النتائج، فإن الأمر سوف يتحسن كثيرًا مع طفلهم.

كيف تتعامل مع طفلك ذي الاحتياجات الخاصة؟

اعرف ما الذي يعانيه طفلك

اقرأ وخذ وقتك كاملًا حتى تعرف مما يعاني طفلك، وما هي طبيعة الاحتياجات الخاصة، التي سوف يحتاجها. ابحث دائمًا عن مصادر متنوعة، وموثوقة، لتحصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات.

لا تخجل من طلب المساعدة

استعن بأهلك وأصدقائك، ليقدموا لك العون والمساعدة بشتى الطرق، كما يمكنك أن تبحث عن بعض الأماكن التي تقدم العون، والنصائح، والخدمات للآباء الذين يمتلكون طفلًا ذا احتياجات خاصة. ويمكنك ببعض البحث على الإنترنت أن تجد بعض المواقع الإلكترونية، التي تقدم لك النصائح باستمرار

تقبل إعاقة طفلك

ليس ذلك بالأمر السهل، فليس سهلًا عليك بعد كل ما تعرضت له بداية من اكتشاف تأخر طفلك، إلى كل تلك الزيارات المتوالية للأطباء، وتفكيرك المستمر: هي سيبقى طفلي هكذا للأبد؟ أن تبدأ في تقبل حقيقة الأمر، وأن تتعامل معه على هذا النحو، ولكن عليك أن تعلم عدة أمور:

طفلك ما زال طفلك الأشياء التي تحبها فيه ما زالت كما هي. ما زال هناك بعض الأوقات التي ستستمع معه فيها، بل ربما تشعر بقيمة تلك الأوقات بشكل أكبر.

أنت لست بمفردك لن يتركك عالم الإنترنت وحيدًا، فالآن يمكنك أن تجد مجموعات من الآباء ممن هم في مثل وضعك. كما يمكنك أن تجد مجموعات للدعم، سواء في بلدتك، أو حول العالم أجمع.

كل طفل مختلف عن غيره لا تجعل سماعك لقصة حزينة عن طفل مصاب بمثل إصابة طفلك أن تحبطك، فاستجابة كل طفل للعلاج والخدمات، تختلف من طفل لآخر.

هناك دائمًا أمل لا تقف الحياة عند حد ما، وما زال العلم يكتشف جديدًا كل يوم. تمسك دائمًا بالأمل في أنه ربما يومًا ما ستصل إلى العلاج الأمثل لطفلك.

ركز على اليوم وليس الغد لا تجعل التفكير في مستقبل طفلك يشغلك كثيرًا، ما سيكون عليه، وكيف سيواجه حياته، فالظروف تتغير، وطفلك نفسه يتغير، وربما يتغير في اتجاه مختلف تمامًا عما هو عليه اليوم. حاول أن تجعل حياتك معه اليوم في البحث عما تفعلانه سويًّا. ابحث عما يسعدكما، ويصنع لكما ذكرياتكما الخاصة. ابحث عن السعادة في طفلك.

المصدر:sasapost.com